تسببت استقالة رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون، الأربعاء الماضي، بحالة من الإرباك و«عدم اليقين السياسي»، بعد 7 ساعات فقط على تعيينها.وظهر الأمر وكأن «حقبة جديدة بدأت بالظهور» في السويد، بعد أن أصبحت أندرسون، وهي زعيمة الحزب الاجتماعي الديمقراطي من يسار الوسط، أول رئيسة للوزراء في البلاد، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
وكان المشهد السياسي للبلاد قد تزعزع بالفعل بسبب «الحكومات الائتلافية الهشة»، والتصويت بحجب الثقة في يونيو الماضي، ضد رئيس الوزراء السابق، ستيفان لوفين.وفي وقت لاحق، خلفت أندرسون لوفين كقائدة للديمقراطيين الاجتماعيين.وأرجعت الصحيفة سبب الاستقالة إلى خلافات حول إقرار الميزانية، إضافة إلى خلافات سابقة بين الأحزاب المختلفة تتعلق باللاجئين، في ظل تزايد الأصوات المناهضة للاجئين والمعادية لأوروبا.وأوضحت أن السويد في مرحلة ما استقبلت أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بعدد السكان أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، وأن هناك أحزاب ذو جذور نازية، ومعروفة بسياساتها المعادية للمهاجرين، وقد شهدت «ارتفاعاً مطرداً في شعبيتها بالآونة الأخيرة».وقالت أندرسون، التي شغلت منصب وزيرة مالية السويد منذ عام 2014، إنها لا تزال مستعدة لتولي منصب رئيسة الوزراء، ولكن فقط في حكومة حزب واحد.وقدمت أندرسون استقالتها، الأربعاء، بعد ساعات على تعيينها من قبل البرلمان، وبعد فشلها في تمرير مشروع الميزانية، وانسحاب حزب الخضر من الائتلاف الحكومي، وفقاً لفرانس برس.وأصبحت أندرسون أول امرأة تنتخب لمنصب رئيس الوزراء في السويد، بعد التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة مع حزب اليسار، لزيادة الرواتب التقاعدية، في مقابل دعمه في تصويت الأربعاء.وقالت للصحفيين «ثمة عرف دستوري يشير إلى أن أي حكومة ائتلافية ينبغي أن تستقيل في حال انسحاب حزب منها»، وأكدت «لا أريد أن أرأس حكومة مطعون بشرعيتها».وجاء ذلك بعد ساعات قليلة على انتخاب البرلمان السويدي زعيمة الحزب الاجتماعي الديمقراطي رئيسة للوزراء.لكن حزب الوسط الذي يُعتبر صغيراً نسبياً، سحب بعد ذلك دعمه لموازنة أندرسون، بسبب التنازلات المقدمة لليسار، تاركاً الموازنة مع أصوات غير كافية لتمريرها في البرلمان.وبدلاً من ذلك، اعتمد البرلمان موازنة بديلة قدمها المعتدلون المحافظون المعارضون والديمقراطيون المسيحيون والديمقراطيون السويديون واليمينيون المتطرفون.وكانت الضربة القاضية عندما أعلن زعيم حزب الخضر، بير بولوند، أن حزبه لا يمكنه تحمل «الموازنة التاريخية للمعارضة التي تمت صياغتها للمرة الأولى مع اليمين المتطرف»، قبل أن يقدم استقالته من الحكومة.وعلى الرغم من تقدم السويد في مجال المساواة بين الجنسين، إلا أنه لم يسبق أن تولت امرأة رئاسة الوزراء فيها، على عكس جميع بلدان الشمال الأوروبية الأخرى.ووصفت أندرسون انتخابها رئيسة للوزراء بأنه «يوم مميز» بعد قرن على نيل المرأة حق التصويت في السويد.وفي نوفمبر الحالي، خلفت أندرسون ستيفان لوفين في رئاسة الحزب الاجتماعي الديمقراطي.وأعلن ستيفان لوفين بعد سبع سنوات في السلطة وأزمة سياسية في بداية الصيف، استقالته في نوفمبر، قبل أقل من عام على الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر 2022.
آخر الأخبار
ما قصة أقصر مدة لترأس الحكومة السويدية.. بـ 7 ساعات فقط؟
27-11-2021