عيون الأسواق الخليجية على تداعيات «أوميكرون»
• المؤشرات سجلت تراجعات قوية... والأموال اتجهت إلى الملاذات الآمنة
• ترقب وحذر لفاعلية اللقاحات في مواجهة المتحور الجديد
تتجه أنظار مستثمري الأسواق الخليجية اليوم نحو المتحور الجديد لفيروس كورونا، الذي اكتشف مؤخرا في جنوب افريقيا، والذي أثار القلق والهلع في كل أسواق المال الخليجية والعالمية، حيث تخشى الدول من قدرته المفترضة على تخطي المناعة التي تنتجها اللقاحات، مما دفع المستثمرين إلى المسارعة لعمليات بيع واسعة في أسواق المال العالمية أخيرا.وعلى أثر إعلان أكثر من دولة اتخاذ عدة إجراءات من شأنها مواجهة تداعيات المتحور الجديد «أوميكرون»، التي بدأت تظهر في بعض تلك الأسواق، سينعكس ذلك على وتيرة نشاط أسواق المال، سواء في الأسواق الناشئة أو المتقدمة، خصوصا أنه في ظل الجائحة شهدت تلك الأسواق انخفاضا في الاستثمار المباشر وغير المباشر، واللجوء للملاذات الآمنة خلال العامين الماضيين.وما تشهده الأسواق حاليا من حالة عدم الاستقرار ومستقبل اتجاه مؤشراتها خلال الفترة المقبلة خاصة مع عودة إجراءات الإغلاق في بعض الدول، وتشديد إجراءات السفر من وإلى جنوب إفريقيا وبلدان أخرى محيطة بها، واتجاه توقف بعض الأنشطة الاقتصادية سيكون مرهونا بمواكبة إجراءات مواجهة الجائحة والتطعيمات في الأسواق الناشئة للموجة الجديدة من الفيروس.
وتميل المؤشرات إلى عدم تحقيق الأسواق الناشئة مستويات نمو ملموسة خلال ما تبقى من العام الجاري، لاسيما أن ما يشهده الفيروس من تحورات سريعة ومخاوف من عودة الإغلاقات يهدد أي نمو ملموس خلال الربع الأخير من العام الجاري.
المؤشرات الأميركية
وعلى صعيد الأسواق، تراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية بشدة مع إغلاق أمس الأول، حيث تكبد مؤشرا داو جونز وستاندرد آند بورز 500 أكبر خسارة يومية بالنقاط المئوية منذ شهور، وانخفضت بشدة القطاعات التي استفادت من إعادة فتح الاقتصادات.وكانت عمليات بيع الأسهم واسعة النطاق، حيث سجلت خسائر كبيرة في القطاعات الـ11 الرئيسية على مؤشر ستاندرد آند بورز، باستثناء قطاع الرعاية الصحية، الذي تقلصت خسائره بفضل مكاسب قوية لشركات فايزر ومودرنا المنتجة للقاحات كورونا.وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 905.04 نقاط، أو 2.53 في المئة عند الإغلاق إلى 34899.34 نقطة، ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 106.74 نقاط، أو 2.27 في المئة، إلى 4594.72 نقطة، في حين هبط مؤشر ناسداك المجمع 353.57 نقطة، أو 2.23 في المئة، إلى 15491.66 نقطة.أسهم أوروبا
وقبل ذلك، سجلت الأسهم الأوروبية تراجعا حادا أمس الأول، وسط عمليات بيع واسعة النطاق، الأمر الذي عزز المخاوف من ضربة جديدة للاقتصاد العالمي، وأبعد المستثمرين عن الأصول المحفوفة بالمخاطر، وأنهى مؤشر ستوكس 600 التعاملات منخفضا 3.7 في المئة ليسجل أسوأ أداء يومي منذ يونيو 2020، وبلغت خسائر المؤشر خلال الأسبوع 4.5 في المئة.وانخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 3.6 في المئة، وتراجع مؤشر داكس الألماني 4.2 في المئة، كما نزل مؤشر كاك 40 الفرنسي 4.8 في المئة، وهوت أسهم قطاع السفر والترفيه 8.8 في المئة في أكبر خسارة يومية لها منذ مارس 2020، وأعلنت بريطانيا فرض حظر مؤقت على رحلات الطيران من جنوب افريقيا وعدة بلدان مجاورة.وهوى قطاع السفر 13.6 في المئة خلال الأسبوع، وكان الأسوأ أداء، ودفعت المخاوف من زيادة إصابات كوفيد 19 أسواق الأسهم الأوروبية للهبوط من مستويات قياسية مرتفعة الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من فرض مزيد من القيود، وخسر قطاع النفط والغاز 5.8 في المئة، بينما تراجعت أسهم التعدين 5 في المئة، مع هبوط أسعار النفط والمعادن بفعل مخاوف من التباطؤ الاقتصادي بسبب السلالة الجديدة.الملاذات الآمنة
في المقابل، تسبب ظهور السلالة المتحورة في دفع المستثمرين إلى المسارعة للجوء إلى الملاذات الآمنة في عملات مثل الين الياباني والفرنك السويسري، أمس الأول، بينما جنى متعاملون الأرباح أيضا بعد موجة صعود للدولار.وجاءت مكاسب الين والفرنك على حساب الدولار الأسترالي والكرونة النرويجية، وهما من العملات الحساسة للمؤثرات على النمو، رغم أن تقلص أحجام التداول بعد عطلة الخميس بمناسبة عيد الشكر الأميركي جعلت تحركات الأسواق أكثر تقلبا.وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة ستفرض قيودا على السفر من جنوب افريقيا، حيث اكتشفت السلالة الجديدة، ودول مجاورة ابتداء من الغد.وكان الين الياباني أحد الرابحين الرئيسيين، حيث قفز من أدنى مستوياته في 5 سنوات، والتي سجلها هذا الأسبوع أمام الدولار، ليرتفع بنحو 2 في المئة إلى 113.09، مسجلا أفضل أداء يومي منذ مارس 2020، وارتفع اليورو 0.97 في المئة مسجلا 1.1312 دولار، لكنه انخفض لأدنى مستوى في أكثر من 6 سنوات أمام الفرنك السويسري مسجلا 1.0428 فرنك لليورو.وتراجع مؤشر الدولار 0.75 في المئة إلى 96.030، بعدما سجل الأربعاء أعلى مستوى في 16 شهرا عند 96.938، وتراجع الجنيه الإسترليني لفترة وجيزة إلى مستوى منخفض جديد هذا العام دون 1.3278 دولار، إذ دفع القلق بعض المستثمرين إلى تقليص الرهانات المعلقة على رفع أسعار الفائدة في ديسمبر.