استنفار وتراجع حاد في البورصات العالمية، وانهيار للأسهم، وحظر للسفر، وانخفاض لأسعار النفط، بعدما كشفت منظمة الصحة العالمية عن ظهور متحور "أوميكرون"، الذي صنفته بأنه "مقلق".وتزداد المخاوف من أن يعيد المتحور الجديد لفيروس كورونا العالم إلى المربع صفر، بعدما تغيرت الأوضاع خلال 24 ساعة، الأمر الذي قد يشكل ضربة جديدة للانتعاش الاقتصادي بعد التعافي من الإغلاقات والفرض الشامل للإجراءات الاحترازية... وفيما يلي 5 أسئلة تشغل العالم:
* ما هي الأعراض؟
بحسب مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الجائحة، فقد "تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحور من جانب جنوب إفريقيا في 24 نوفمبر الجاري. ويحتوي هذا المتحور على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق".يقول المستشار لدى منظمة الصحة العالمية، د. وائل صفوت، إن السلالة الجديدة تحتوي على أكثر من 30 طفرة، مضيفا: "الأعراض لم تتضح بعد".ويستبعد صفوت أن تختلف أعراض السلالات القديمة عن المتحور الجديد، كما أشار إلى أن بعض الإصابات بالمتحور الجديد تم اكتشافها بالصدفة، "ومن بينها حالات كانت في طريقها للحصول على التطعيم".وأضاف: "لم يتأكد بعد إن كانت الحالات تعاني تعبا شديدا أو أعراضا خطيرة".* هل اللقاحات فعالة؟
قد يستغرق الأمر أسابيع حتى يفهم العلماء تحورات السلالة الجديدة، وما إذا كانت اللقاحات والعلاجات الحالية فعالة في مواجهتها. وقالت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا إن السلالة الجديدة تحتوي على بروتين تاجي يختلف جذريا عن البروتين الأصلي الذي تعتمد عليه اللقاحات، مما يذكي القلق ويشعل المخاوف حول فاعلية اللقاحات الحالية.وقال الدكتور ويليام هاناج، عالم الأوبئة بجامعة هارفارد، وباحثون آخرون إن "اللقاحات ستحمي على الأرجح من أوميكرون، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد مدى فعالية الجرعات".ويقول صفوت: "حتى الآن المتحور متغلب على اللقاح، فأولى حالات السلالة الجديدة ظهرت في بوتسوانا وكانت لشخص في طريقه للحصول على جرعة تعزيزية منشطة للقاح".وأوضح "هذا يعني أن الفيروس متغلب على اللقاحات الموجودة، لكن هذه نظرية تحتاج إلى مزيد من البحث، ولهذا العالم كله في حالة قلق وتأهب".* ما علاقة عدالة التوزيع بالمتحور الجديد؟
تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن المتحور الجديد يسلط الضوء على الخطر الذي تواجهه الصحة العامة العالمية بسبب عدم حصول عدد كبير من السكان في العالم النامي على اللقاح، حيث كافحت البلدان للحصول على التطعيمات، بينما كان الفيروس ينتشر ويتحور.وبحسب بيانات لجامعة أكسفورد، فقد تم تلقيح 7 في المئة فقط من الأشخاص في أفريقيا بالكامل، مقارنة بـ42 في المئة من سكان العالم. بينما بلغت مستويات التطعيم في أوروبا والولايات المتحدة 67 في المئة و58 في المئة.ويرى صفوت أن القلق من السلالات الجديدة سيظل قائما، وخصوصا السلالة الأخيرة بسبب طفراتها المتعددة، "وكأننا نتعامل مع شكل جديد للفيروس مختلف عن سابقه".يقول مسؤولو الصحة العامة إن هذا التباين ساعد في فتح الباب أمام ظهور المتحور الأخير، الذي يحتوي على أكثر من 50 طفرة.* هل الإغلاق والحظر حل أمثل؟
ورغم توصيات منظمة الصحة العالمية بعدم فرض قيود على السفر، بدأت الحدود تغلق، وقررت دول تعليق الرحلات الجوية من بلدان إفريقية، بينما فرضت بلدان أخرى حجرا صحيا.وحذر علماء الأوبئة من أن قيود السفر ربما تكون متأخرة جدا، بحيث لا يمكنها وقف تفشي أوميكرون عالميا.وفي هذا الصدد، يقول صفوت: "لا يوجد حل أمثل لمواجهة المتحورة الجديدة، لأنه من المؤكد وجود آلاف الحالات المصابة بالمتحور الجديد التي لم يتم اكتشافها وبعضها سافر بالفعل دول مختلفة".ومضى يقول: "وجود شخص واحد مصاب في أي دولة قد ينذر بانتقال الفيروس لأي شخص. الإغلاق سيساعد بالتأكيد، لكنه ليس الحل الأمثل، فلابد من فك الشفرة الجينية ومعرفة أعراض المتحور الجديد حتى نتعامل معه جيدا".لكن المستثمرين يشعرون بالقلق من أن تسبب السلالة الجديدة موجة أخرى من الجائحة، وتؤدي إلى تعثر الانتعاش العالمي، حيث هوت أسعار النفط بنحو عشرة دولارات للبرميل.أما الناس العادية، فهم مطالبون الآن بتشديد الإجراءات الاحترازية التي كانت معتادة عن بدء ظهور الفيروس للمرة الأولى، كما يقول صفوت، فيشير إلى التباعد الجسدي واستخدام الكحول للتطهير والالتزام بارتداء الكمامات، مضيفا "هي إجراءات مهمة حاليا أكثر من اللقاح نفسه".ولا يرجح صفوت أن تعاود الدول الإغلاق "بعدما أصبحنا نمتلك كثيرا من الآليات والخبرة والحنكة للتعامل مع الفيروس". لكنه توقع إغلاق البلدان التي تكتشف ظهور السلالة الجديدة بها.