قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا وأوراسيا كارين دونفريد أمس، إن كل الخيارات مطروحة فيما يتعلق بكيفية الرد على الحشد العسكري الروسي "الكبير وغير المعتاد" قرب الحدود مع أوكرانيا، وإن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيتخذ قراراً بشأن الخطوة المقبلة بعد مشاورات الأسبوع المقبل.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه قلق بشأن الوضع في أوكرانيا، وكرر دعم واشنطن لوحدة أراضي أوكرانيا. وأضاف أنه سيتحدث "على الأرجح" مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي يتوجه فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى لاتفيا والسويد الأسبوع المقبل لحضور اجتماعات "الناتو" ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

Ad

والتوتر في أعلى مستوياته منذ أسابيع بين موسكو وكييف المتنازعتين أساسا منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، وصراع دموي بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس شرق أوكرانيا.

في الأسابيع الماضية، عبرت الولايات المتحدة وحلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي باستمرار عن قلق إزاء تحركات قوات روسية على الحدود الأوكرانية، وعبرت كييف عن خشيتها من اجتياح محتمل.

وأمس الأول جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قلقه من إشارات "خطيرة جدا" ترسلها روسيا إلى أوكرانيا، متهما موسكو بنشر قوات جديدة على الحدود وبالتخطيط لانقلاب مع رينات أحمدوف، أحد أغنى أثرياء أوكرانيا.

في المقابل، حذر مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أمس، من أن واشنطن تحاول صب الزيت على نار النزاع في دونباس، معربا عن قناعته بأن سعي الولايات المتحدة إلى دفع حكومة كييف لشن هجوم عسكري جديد على دونباس بغية إعادة تأجيج النزاع يقف وراء تلك التقارير الإعلامية.

وقال: "كل ما يجري حول هذا الموضوع حملة دعائية خبيثة تدبرها الخارجية الأميركية التي تزود بهذه المزاعم الكاذبة حلفاءها ومديري وسائل الإعلام والمراكز السياسية في الولايات المتحدة كي تكثر هذه الأكاذيب بأضعاف".

ووصف رئيس الاستخبارات الخارجية المزاعم التي وردت في وسائل الإعلام الأميركية عن تخطيط روسيا لغزو أوكرانيا خلال الأسابيع القليلة القادمة بأنها "هراء محض"، مضيفا: "بودي أن أطمئن الجميع بأن شيئا من هذا النوع لن يحدث أبدا".

وفي لندن، اعتبر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البريطاني، السير نيك كارتر، أن ​روسيا​ "تمثل خطراً أكبر" على ​بريطانيا​ بالمقارنة مع ​التنظيمات المتطرفة​، لكنه أقر بأنه "لا يوجد هناك أي بديل للحوار مع روسيا".

ولفت كارتر، في تصريح لصحيفة "تيلغراف" البريطانية، إلى "أننا نعيش في فترة تغيرات كبيرة. وأعتقد أن هناك تغيراً أكثر الآن مما كان في عهد الحربين العالميتين في القرن الماضي".

وأوضح "إنني أصبحت رئيساً لهيئة الأركان العامة في صيف عام 2014، وكنا نتجادل آنذاك حول ما إذا كان مصدر الخطر ​التطرف​ العنيف أم روسيا. وفي تلك المرحلة تقدمت الحجج الخاصة بالتطرف العنيف".

وأضاف "ولكن في وقت لاحق، في 2018 كان لدينا الهجوم على عائلة سكريبال في سالزبوري، وأصبح من الواضح أن روسيا تمثل الخطر الأكثر شدة بالنسبة لبلادنا"، مشيراً إلى أن "العسكريين البريطانيين يتابعون الأنشطة الروسية".