الغموض حول فعالية لقاحات «كورونا» يضاعف القلق من «أوميكرون»
تطعيم إلزامي في اليونان لمن يتجاوز الـ 60 عاماً
أبدى رئيس مختبرات "موديرنا" تشاؤما إزاء فعالية اللقاحات المتوافرة حاليا ضد المتحوّر أوميكرون، في وقت تتضاعف القيود الصحية الجديدة في العالم، كما حصل في المملكة المتحدة واليابان أمس.وقال رئيس شركة موديرنا، ستيفان بانسل، لصحيفة فايننشيال تايمز إن البيانات بشأن فعالية اللقاحات الحالية ستكون متاحة في غضون الأسبوعين المقبلين، إلا أن العلماء غير متفائلين في هذا الصدد.وصرّح للصحيفة "جميع العلماء الذين تحدثت إليهم قالوا إن الوضع لن يكون جيدا".
لكن العديد من المختبرات، ومن بينها موديرنا وأسترازينيكا وفايزر/ بايونتيك ونوفافاكس، أعربت عن ثقتها بقدرة لقاحاتها على مكافحة المتحور أوميكرون. وقال رئيس "فايزر" آلبرت بورلا: "سنعرف أهم ما يجب أن نعرفه خلال أسابيع"، وأكد أنه، في حال استدعت الحاجة، "سيكون لدينا لقاح جدّي في غضون 95 يوماً"، وأشار إلى أنه حتى في أسوأ سيناريو، فإنه يتوقع أن تحتفظ الصيغة الحالية ببعض الفعالية ضد السلالة الجديدة.وذكرت "واشنطن بوست" أن "فايزر ستطلب قريبا من إدارة الغذاء والدواء الأميركية شمول الفئة العمرية ١٦ و١٧ عاما بالجرعة المعززة الثالثة.وبعدما قدمت شركته طلبا في وقت سابق إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية للسماح باستخدام العقار في حالات الطوارئ، قال بورلا، إنه "واثق" بأن حبوب مضادات الفيروسات "باكسلوفيد" التي طورتها الشركة لعلاج المصابين بـ "كورونا"، ناجعة ضد "أوميكرون". ويعتمد "باكسلوفيد" على خاصية منع تكرار إنزيم يحتاج إليه الفيروس، ويقول بورلا إن "الخبر السار حينما يتعلّق الأمر بعلاجنا، هو أنه صمم وفق معرفة أن معظم طفرات الفيروس تأتي في بروتيناته الخارجية التي تشبه المسامير، مما يعطيني مستوى عاليا جدا من الثقة بأن العلاج لن يتأثر بالطفرات".من جانبها، أعلنت "جونسون آند جونسون" أنها بصدد تقييم فعالية لقاحها وإنها تعمل في الوقت نفسه على إنتاج لقاح يستهدف تحديدا "أوميكرون"، وستطوره عند الضرورة. كما أعلنت جامعة أوكسفورد، أمس، أنه لا يوجد دليل على أن اللقاحات الحالية لن تمنع الإصابة بـ "أوميكرون". وأضافت أنها مستعدة لتطوير نسخة محدثة من لقاح أسترازينيكا إذا لزم الأمر، مشيرة إلى أنه تتوافر لديها الوسائل المناسبة لتطويره. من جانبها، أعلنت روسيا أنها تعمل على تطوير نسخة من "سبوتنيك - في" تستهدف أوميكرون بشكل خاص، إذا لم يكن اللقاح المتوافر حاليا فعالا "وهو أمر غير مرجح".في غضون ذلك، يواصل المتحور الجديد الانتشار، حيث أعلنت فرنسا واليابان والصين، أمس، رصد إصابات جديدة، في حين أكدت مصر، التي أوقفت قازاخستان الرحلات الجوية معها، عدم رصد أي إصابة بـ "أوميكرون".وأكدت 17 دولة ومنطقة على الأقل تسجيل إصابات بـ "أوميكرون".كما فرضت 69 دولة حتى أمس، قيودا على السفر ردا على تفشي "أوميكرون"، وحضّت أكثر البلدان تزودا باللقاحات، سكانها على الحصول على جرعة ثالثة. وفي هذا السياق أقرت اليونان، أمس، قانونا جعل اللقاح ضد "كورونا" الزاميا لمن هم فوق ٦٠ عاما.في المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكثر الدول تضررا بالوباء (145 ألف وفاة)، أعيد أمس فرض إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل والمتاجر. كذلك، أصبح واجبا على جميع المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا الخضوع لاختبار "بي سي آر" وحجر صحي حتى صدور النتيجة. ويبدو أن أوروبا التي أصبحت منذ أسابيع بؤرة الوباء، هي القارة الأكثر تضررا حاليا بالمتحوّر أوميكرون. وأبلغت فرنسا عن اكتشاف أول إصابة به أمس في جزيرة لا ريونيون، وقد أوصت بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما والمعرضين لخطر الإصابة بأعراض حادة من المرض.وفي ألمانيا التي تشهد انتشارا واسعا للوباء، قضت المحكمة الدستورية، أمس، بأن إجراءات الإغلاق الجزئي التي اتخذتها الحكومة منذ بداية تفشي الوباء مبررة ومتناسبة، مما يمهد الطريق أمام تشديد إضافي للقيود.في آسيا، حظرت اليابان، بعد 3 أسابيع من تخفيف بعض القيود، "دخول جميع الرعايا الأجانب" اعتبارا من أمس، بعد أن أكدت الحكومة أول إصابة بالمتحور لدى رجل عائد من ناميبيا.كذلك، حظرت إسرائيل - حيث تم تأكيد إصابة مسافر عائد من ملاوي وطبيبين اسرائيليين بـ "أوميكرون" - دخول الأجانب إلى أراضيها اعتبارا من الأحد.ودعت منظمة الصحة العالمية، أمس، إلى اتخاذ إجراءات "منطقية" لاحتواء تفشي السلالة الجديدة. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب ألقاه بالبيت الأبيض أن المتحور يثير "القلق لا الهلع".