السودان: قصف متبادل مع إثيوبيا وتظاهرات تحاصر القصر الرئاسي
أبي أحمد لجبهة تيغراي: استسلموا وأنقذوا أهاليكم
بعد ساعات من تفقد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان المنطقة الحدودية المتنازع عليها مع إثيوبيا، اشتبك الجيش السوداني مجدداً مع الميليشيات الإثيوبية المدعومة حكومياً في منطقة بركة نورين، بالقرب من منطقة الفشقة الزراعية الاستراتيجية.وأكدت مصادر عسكرية سودانية وقوع مواجهات بالمدفعية الثقيلة أمس مع القوات الإثيوبية في الفشقة، موضحة أن القوات السودانية تقدمت نحو جبل السقيعة شرق بركة نورين، لتمشيط المنطقة وتنظيفها من بعض الجيوب والكمائن التابعة للقوات الإثيوبية، بغرض تأمين موسم الحصاد من أي هجمات مفاجئة.وبينما أوردت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أن القوات السودانية انتشرت في المنطقة لحماية المزارعين أثناء موسم الحصاد، نفى وزير مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي لجيسي تولو أن يكون الجيش هاجم نظيره السوداني في الفشقة، مضيفاً: «هذه المزاعم غير صحيحة، وإثيوبيا ليست لها أجندة لمهاجمة دولة ذات سيادة، وجبهة تحرير تيغراي تجند المتسللين بالسودان، وتحاول الدخول في أوقات مختلفة، لاسيما في منطقة المتمة».
ووصفت وزيرة الدولة بمكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي سلاماويت كاسا الأخبار عن مهاجمة الجيش السوداني بالخاطئة والمضللة، مشددة على أن أي خلاف مع الخرطوم سيحل مع مراعاة أخذ التاريخ الطويل للعلاقات بين البلدين في الاعتبار. وفي الخرطوم، أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، أمس، لتفريق آلاف المتظاهرين بالقرب من القصر الرئاسي الذين يطالبون بتسليم الحكم لسلطة مدنية.وتوجه عشرات آلاف المتظاهرين، بينهم وزراء وقيادات سياسية من قوى الحرية والتغيير أفرج عنهم حديثاً، في مسيرات إلى القصر الجمهوري، تلبية لدعوة «تجمع المهنيين» إلى «انتزاع السلطة الكاملة عبر الشرعية الثورية للقوى القاعدية المؤمنة بالتغيير الجذري وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة»، وهتفوا: «لا شراكة ولا تفاوض»، مطالبين بـ«عودة الجنود إلى ثكناتهم».وفي إثيوبيا، دعا رئيس الوزراء أبي أحمد، أمس، الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ومن يقف في صفها، إلى الاستسلام وإنقاذ أرواح أهالي الإقليم، معتبراً أن مصلحة إثيوبيا هي السلام والتنمية. وبعد أيام من نزوله إلى جبهة القتال، قال: «لقد اضطررنا إلى هذه الحرب، لكننا سننتصر، ومعنويات الجيش عالية والعدو يهزم»، متعهداً بدحر مسلحي الإقليم.وفي وقت سابق، أعلنت حكومة أديس أبابا سيطرتها الكاملة على إقليم عفر، مؤكدة استمرار التقدم نحو مدينة باتي وكومبولتشا لتطويق المناطق الواقعة تحت سيطرة الجبهة.