محاجر السوق السوداء
مواطن غيور كشف عن فضيحة غريبة من توابع "تجارة جائحة كورونا" التي تربح من ورائها الكثير خلال العامين الماضيين، إما بسبب غياب الدور الحكومي، وإما بتواطؤ مع جهات فوضوية ومسؤولين متخاذلين، فنشر هذا المواطن تصوير فيديو لمبنى مدرسة قديمة ومتهالكة في منطقة خيطان تبين أنه مخصص كمأوى ومحجر للعمالة الوافدة القادمة الى الكويت، لقاء مبلغ لا يقل عن 500 دينار تأخذه الدولة من المواطن أو الكفيل أو الوافد نفسه، نظير بقاء الشخص الواحد في هذا المحجر المصنف "ورقياً" بأنه محل إقامة ذي خدمات فندقية بمستوى خمس نجوم، ليكتشف الناس أن المحجر عبارة عن (محكر) كبير لا فندق كما تدعي وزارة الصحة والطيران المدني.لم تكن هذه المفاجأة الوحيدة في الموضوع، فوزارة التربية أعلنت فوراً أنها ليست مسؤولة عن هذا المبنى، ولا يتبعها ولا تعرفه، ولا تدري أين يقع، وكلنا نتساءل مع التربية من وضع يده على هذه المدرسة؟ ومن سمح باستخدامها وأذن باستغلالها؟ وهل يعني هذا أنه سبق للتربية أن تنازلت عن هذه المدرسة لأي جهة حكومية أو خاصة وقامت هذه الجهة بتأجير المدرسة للفندق لتحويله إلى محجر؟ أم أن الوزارة غائبة عن ممتلكاتها؟وزارة الصحة أكملت الفيلم وأعلنت أنها لا تعرف هذا المحجر، ولم ترخصه ولا تشرف عليه، ويا سبحان الله كيف تقام محاجر في البلد أثناء الجائحة ووزارة الصحة آخر من يعلم؟ فأين الجهات المعنية بمتابعة حالات القادمين والإشراف عليهم قبل السماح لهم بالتجول داخل البلد؟ وما فائدة برنامج (شلونك) و(عافية) و(صور لنا وطرش إحداثياتك) ولا تطلع من البيت؟ ومن يقيم مستوى الخدمات الصحية والالتزامات الطبية في هذه المحاجر ليرخصها للعمل أو ليوقفها عند انتهاء دورها سوى وزارة الصحة؟
وفي حين كانت الناس تنتظر إجابة وزارة التربية والصحة عن المحجر المجهول أو الفندق الوهمي فوجئنا بخبر صحافي على استحياء يعلن أن "الطيران المدني" أغلق محجر خيطان، ونقل العمالة إلى فنادق حقيقية، وهكذا بكل بساطة انتهى الموضوع، ولا أحد يبحث ويحقق فيه ويحاسب من وراءه، ويعيد للمواطنين أموالهم التي دفعوها لخدمات لم تنفذ وإقامة مخالفة للاتفاق، فأي فوضى واستهتار أكثر من هذه الواقعة العجيبة؟نناشد معالي وزير الدفاع بصفته رئيس لجنة طوارئ كورونا فتح تحقيق في هذه الواقعة ومعرفة تفاصيلها ومعرفة المسؤولين عنها وضمان عدم تكرارها، وهل تمت هذه الأعمال حسب القنوات الرسمية أم نفذت بطريقة "خشمك إذنك" واستغلال الظروف على حساب الناس وسلامتهم ومصالحهم؟ ننتظر منكم الإجابة والبيان الشافي، والله الموفق.