أقامت رابطة الأدباء الكويتيين أولى أمسيات ملتقاها الشهري، الذي تديره أمينة سر الرابطة أمل عبدالله، وخصصت الأمسية للأديب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيله، وكان المتحدث الرئيسي الكاتب محمد جواد، وبمشاركة كوكبة من الأدباء.

بداية، قالت عبدالله: «عندما قررنا تنظيم لقاء الشهر فكرت فيمن أبدأ، ووجدت أن استهل الملتقى بالأديب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، الذي لا تكفيه هذه الأمسية، بل يحتاج استذكاره إلى الكثير من اللقاءات، لأننا كلما قرأنا عما قدمه اكتشفنا جوانب جديدة في شخصيته وعطائه وكتاباته».

Ad

وأشارت إلى أن الكاتب محمد جواد أصدر كتابا جديدا عن الراحل، يتناول فيه مسيرته الثرية، مضيفة أنه في يناير المقبل ستكون أمسية الشهر عن الشاعر عبدالله العتيبي.

للفن أديب

وقدم جواد ورقة بعنوان «للفن أديب»، استهلها بالقول إن «ثمة أرواحا لا تغيب، وإن غابت بجسدها يظل حضورها مستمرا، وأنا مازلت أخاطب إسماعيل وكأنه معنا»، مبينا أن إسماعيل شخصية استثنائية ما إن تقصدها حتى تجدها من البساطة، لا تلك التي ترسمها بمخيلتك لكاتب وروائي ملأ الآفاق بكتبه، ووصفه بأنه بؤرة الإشعاع وسط الظلمة الثقافية، ولم يخطر بباله أن يفكر في ذاته ونفسه، بل كان فيضا ومنبعا يطفئ ظمأ عطاشى الثقافة الجادة.

وتابع: «أيها الخالد تركت إرثا تجاوز الأربعين مؤلفا، كأنها شموع وعلامات تضيء درب القارئ وطالب العلم، نعم وهبت نفسك ووقتك منذ أسست مسقف النخيل بالسبيليات، وجعلته دار ثقافة وعلم، ومركزا ثقافيا، واليوم نضج العود وفتحت أبواب الكتابة والطباعة. أيها الكبير إسماعيل ها هي حلقة الدراسات تتسع وتتزايد الطلبات على مؤلفاتك من جامعات أجنبية وطلبة مستشرقين كي تكون عنوانا لرسائلهم العلمية والأكاديمية».

أعمال فنية

وتطرق جواد في ورقته إلى جانب لم يطلع عليه البعض وهو أعماله الفنية، مبينا أن إسماعيل كان يتمنى أن يكون سينمائيا لا كاتبا، لكن الظروف لم تسمح له بولوج هذا المجال، فظلت الأمنية تراوده ولكن، وهو يعتبر السينما المعبد الذي يجلس فيه المتفرج كي يجد فيه حلا لكل عقده، وعندما أصبحت الكتابة طريقه إلى بلوغ المرام الأدبي، ظلت ذائقة السينما وتأثيرها في كتاباته، وذكر مجموعة من أعماله التي تحولت إلى أعمال سينمائية ومنها فيلم «ملف الحادثة 67» وفيلم «الملجأ» عن رواية الشياح.

وأردف: «أما أعماله المسرحية فقد قدم العرض لم يبدأ بعد، ومن ناحية السهرات التلفزيونية قدم العمر محطات، كما شارك في الإشراف على برامج افتح يا سمسم، وكتب مسلسلا من 60 حلقة اسمه الوردة، للمخرج الكويتي خلف العنزي»، متابعا: «إسماعيل، مر أكثر من ثلاثة أعوام على رحيلك، وما زلت ومحبوك ننتظر التكريم المنتظر لنرى اسمك وقد تشرفت به مكتبة أو مدرسة أو شارع، لأنك تستحق».

وجه مشرق

من جانبه، ذكر الأديب طالب الرفاعي: «أتقدم بالشكر إلى رابطة الأدباء على هذه الأمسية الكريمة، استحضارا لروح وأدب وإبداع وإنسانية إسماعيل فهد إسماعيل، وأتقدم بالشكر أيضا إلى الأمين العام للرابطة الأخ خالد رمضان، وكذلك أمينة السر أمل عبدالله، على الجهد الذي بذلته. والحقيقة الحديث عن إسماعيل حديث عن أجيال من الأدب الكويتي والإبداع والعطاء الكويتي، الحديث عنه هو حديث القصة والرواية والمسرح والنقد».

وتابع الرفاعي: «إسماعيل بحضوره الإنساني، وبإنتاجه الذي قارب على 40 رواية، قدم وجها مشرقا للأدب الكويتي، وسافر بهذا الأدب إلى بقاع الدنيا، كما استطاع أن يقدم حضورا إنسانيا آسرا لكل من جواره، وبالتالي الاحتفال به هو احتفال بالأدب الكويتي، احتفال بأجيال من العطاء الكويتي، وهو تقدير لمن يستحق التقدير. صحيح أن إسماعيل رحل بجسده، لكن أدبا وإبداعا وإنسانية ما زال حاضرا بيننا».

وعلى هامش الأمسية، تقدم نجل الراحل أسامة بالشكر إلى رابطة الأدباء الكويتيين على جهودها في إقامة الفعالية، مشددا على أن ذكرى والده باقية عند أحبابه وقرائه.

فضة المعيلي