وسط حشد كبير من الفنانين والضيوف والجمهور المتعطش للفن والثقافة والمسرح، وفي أجواء احتفالية، انطلقت على خشبة مسرح الدسمة، أمس الأول، الدورة الـ 21 من مهرجان الكويت المسرحي، الذي يقام برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وقدَّم الحفل الفنان حسن البلام والإعلامية نجلاء الكندري.وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، في كلمة ألقاها نيابة عن الوزير المطيري: «إن مهرجان الكويت السنوي للمسرح هو أول مهرجان نعود به لجمهورنا العزيز منذ انتشار فيروس كورونا، مؤكدين أهمية المهرجان ومكانته الفنية الكبيرة رفيعة المستوى، والذي يُعد مناسبة لتفعيل الحراك الثقافي والفني للمسرح، ليكون رافداً مهماً لظهور المواهب والإبداعات عند فنانينا الشباب من الجيل الواعد».
وأضاف: «مهرجان الكويت المسرحي يساهم بدور رئيس في دعم وتطوير الحركة المسرحية، وهو منصة حضارية للكويت»، مشيرا إلى أن «الحركة المسرحية في بلادنا شهدت نمواً وتطوراً مطرداً في الثلاثين عاماً الماضية، من حيث الاعتماد على خبرات فرق المسارح الأهلية على أيادي مَنْ تحمَّلوا أعباء ومسؤوليات استمرار عطاء المسارح الأهلية وتاريخها الحافل بالإنجازات، في عقد جديد متطور عن السابق، وقد ازداد عدد الفرق المسرحية في القطاع الخاص». وتابع العبدالجليل: «يتابع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عن كثب تطورات الحركة المسرحية باهتمام وحرص شديدين، وتوفير مقومات التطوير، لذا صدر القرار الوزاري رقم 13 لسنة 2021، حيث شمل في بنوده الجوانب التي تهيئ البيئة المحفزة لقيام الأعمال المسرحية القيمة ذات المحتوى الثقافي والمفيد للمجتمع، ويعالج القرار بعض السلبيات التي كانت تواجه المسرحيين في السابق، وبما يحقق المصلحة العامة، ونعمل حالياً مع الجهات الرسمية على وضع اللمسات النهائية للائحة تطوير الحركة المسرحية، والتي عمل بجهود مخلصة على إعدادها وصياغتها نخبة من الأساتذة الأكاديميين وممثلين عن المسارح الأهلية مع المختصين في إدارة المسرح بالمجلس الوطني، ويتواصل إصدار سلسلة دورية من المسرح العالمي، التي صدرت في أكتوبر 1969، والتي ترفع الذائقة الفنية بتقديم مسرحيات عربية وعالمية مترجمة مرموقة وقيمة تخدم الباحثين والطلبة والمهتمين بشؤون المسرح على السواء».وقال: «وما حرصنا على إعادة إقامة مهرجان الكويت المسرحي فور رفع قيود الشروط والاحترازات الصحية، إلا لتأكيد أن دور المسرح مهم جداً في تشخيص وتحليل قضايا المجتمع، وإثراء النشاط الأدبي والإنتاج الفكري، المتمثل في النصوص المسرحية المتفاعلة مع الناس ومتغيرات الحياة. لهذا الغرض سوف نضع في العام القادم الخطوات التنفيذية لمشروع طباعة وإصدار موسوعة للأعمال المسرحية الكويتية التي قدمت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي للفرق الأهلية، بهدف المحافظة عليها وإتاحتها للطلبة والباحثين والمهتمين بشؤون المسرح الكويتي».
استحضار الرواد
تضمَّن انطلاق المهرجان افتتاحا لمعرض تشكيلي وعرضا مسرحيا بعنوان «رسالة فنان»، تأليف الكاتبة فاطمة المسلم، وإخراج يوسف البغلي، وبمشاركة مجموعة من الفنانين، منهم: مريم الصالح، هيفاء عادل، جاسم النبهان، عبدالعزيز المسلم، حسن البلام، يعقوب عبدالله، علي العلي، عبدالعزيز النصار، عبدالله الخضر، شيماء سليمان، شهد العميري ضاري الرشدان وغيرهم.أخذنا العرض المسرحي «رسالة فنان» للحنين والاشتياق لخشبة المسرح، التي غطاها التراب بعد توقف قسري، جولة عادت للماضي، وما تركه المسرح من جُرح غائر برحيل مَن نحب، مثل: عبدالحسين عبدالرضا، علي المفيدي، أحمد الصالح، محمد العقروقة، انتصار الشراح، مشاري البلام وعبدالعزيز المنصور. حمل العرض المسرحي رسالة حب بضرورة الارتقاء بما يجب أن يقدم فوق خشبته من كوميديا هادفة جُبلنا عليها، أيضا دعا العرض المسرحي إلى ضرورة عدم التفريط في لغتنا الأم، ويجب الحفاظ عليها، فهي أساس كل حديث وكل منطق وثقافة.المكرَّمون وأعضاء لجنة التحكيم
تقديراً وعرفاناً لما بذلوه من عطاء وسخاء في خدمة الحركة المسرحية على مدار سنوات، تم إعلان أسماء كوكبة من المكرَّمين، هم: الفنان أحمد العامر، الفنان دخيل الدخيل، الفنانة د. أحلام حسن، د. خلود الرشيدي، الفنانة سماح والفنان فاضل الدمخي. وعلى قدر من المسؤولية، وبثقة من اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، تم إعلان أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي الحادي والعشرين، وهم: د. عبدالله الغيث رئيساً، وعضوية: د. الهام الشلال، د. محمد المهنا، د. رهام العوضي وفيصل العميري.