بالعربي المشرمح: معارضة وطنية أم انتخابية؟!
هناك فرق شاسع بين العمل الانتخابي والعمل الوطني السياسي، وحين يطغى العمل الانتخابي على العمل السياسي الوطني سيكون العبث حتماً هو سيد الموقف، وهو السائد، وهذا ما شاهدناه طوال السنوات العشر الماضية حين طغى العمل الانتخابي على أداء ما يسمى المعارضة الحالية، لذلك لم نرَ أي إنجاز حقيقي على الواقع الذي نعيشه.لقد نجح قانون الصوت الواحد الانتخابي في تمكين اللعبة الانتخابية وفرضها على الواقع السياسي، وبذلك جرد العمل السياسي من محتواه وأسس قواعد عبثية جعلت من العمل الوطني مجرد شعار لدغدغة المشاعر، ومن المبادئ والدستور مجرد خربشات على ورق لا قيمة لها، الأمر الذي اختلط على الجمهور وجعلهم أدوات لتلك الشعارات والخطابات، وقيدت السياسي بإطار ضيق لا يتجاوز تلك الشعارات، فصنع لنا واقعا لا علاقة له باللعبة السياسية المتزنة والرزينة.معظم ساستنا إن جاز ذلك الوصف لهم يجيدون اللعبة الانتخابية بامتياز، في حين لا يفقهون شيئاً في العمل السياسي والوطني، حيث تطغى عليهم المصلحة الشخصية والوقتية على المصلحة العامة والدائمة، ويخضعون لرغبات قواعدهم دون أن يجيدوا تحقيقها، لذلك نجد أن أغلب وعودهم لا تتعدى الأقوال ولا يتحقق منها شيء، بل بسببها أصبح المواطن في دائرة التحلطم والشك والتشكيك، والوطن في حالة تراجع وتخلف وتدهور، ولأننا في مرحلة جديدة وحقبة مختلفة علينا أن نصفي المعارضة من شوائبها وننقي أفكارها ونخلق لها الروح الوطنية والمسؤولية.
يعني بالعربي المشرمح:الوطن بحاجة لرجال دولة يفهمون ويتقنون العمل السياسي والوطني، ويدركون الواقع السياسي ويتعاملون معه وفقاً لإمكاناتهم وذكائهم، ويبتعدون عن العمل الانتخابي، فالساسة بعد الانتخابات من واجبهم أن يصبحوا رجال دولة لا أن يمثلوا على ناخبيهم بشعارات ووعود وهمية لا يملكون تنفيذها ولا طريقة تحقيقها، فهل نشهد معارضة جديدة للعهد الجديد، هذا ما ستكشفه الأيام القادمة!!