مهرجان الكويت المسرحي يناقش قضايا فلسفية وجدلية
مسرحيتا «زهور القبور» و«الطابور السادس» قدمتا ضمن المسابقة الرسمية
يناقش مهرجان الكويت المسرحي قضايا فلسفية وجدلية خلال الأعمال المشاركة ضمن المسابقة الرسمية للدورة الـ21.
في أول عروض مهرجان الكويت المسرحي الـ21، دشنت فرقة مسرح الشباب عرضها المسرحي بعنوان «زهور القبور»، بطولة سماح، وعبدالله التركماني، وحصة النبهان، وذهب مؤلف ومخرج المسرحية فيصل العبيد إلى طرح جدلية المسافة بين الحلم والواقع، القلب والعقل، الإجبار والاختيار، الأمل واليأس، صراع المتضادات بين الذكريات والحاضر.واستعرض العبيد قيما ومعاني فلسفية من خلال عمل ثقيل يزخر بالعديد من المعاني والمعاناة التي جسدها أبطال المسرحية التركماني، بما يملك من لياقة ممثل صقلته التجربة، واستطاع التلوين على مستوى الأداء ونبرة الصوت، وكذلك سماح وحصة اللتان انتقلتا من حالة إلى أخرى بسلاسة، وصمم ديكور المسرحية محمد الرباح، وتأليف موسيقي وليد سراب، ومصمم إضاءة عبدالله النصار، وتصميم أزياء فهد المذن، وإشراف فني علي الحسيني.
موسيقي تصويرية
وبعد عرض «زهور القبور» عقدت ندوة تطبيقية في صالة الندوات، أدارها الإعلامي عبدالستار ناجي، بحضور المعقب علاء الجابر، ومؤلف ومخرج المسرحية فيصل العبيد. وقال الجابر إن «وجود الموسيقى التصويرية كان سلسا، وهندستها جميلة، لكن ضايقني وجود تسجيل صوتي لبعض الحوارات، أما العرض المسرحي فهو طويل حواريا، ومرهق سينوغرافيا، رغم تماسك فريق العمل المميز».من جهته، أشاد الفنان والمخرج عبدالعزيز الحداد بالتجانس الذي لمسه في الممثلين والمخرج والنص، كما أشادت د. منى العميري بالعرض، مشيرة إلى مشهدي دخول الزهور على خشبة المسرح، وظهور الممثل البديل لبطل العمل كخدعة مسرحية، أما د. شايع الشايع فقد لمس خلطا بين المدرسة العبثية ومدارس أخرى.نص سلس
وفي العرض الثاني للمهرجان ضمن المسابقة الرسمية على الجوائز، قدمت فرقة المسرح الشعبي مسرحية «الطابور السادس»، حيث كان الجمهور أمام نص سلس صاغه قلم ناضج ومدرك لأبعاد ما تذهب به النفس البشرية من سوداوية وحقد، وايضا كنا برفقة مخرج فاهم واع لكل جملة وسطر وحوار، ثنائي جميل تحمل مسؤولية اختيار عناصر متناسقة متناغمة وفاهمة ومستوعبة لكل التفاصيل، فظهر العمل بصورة جميلة بعيدا عن التصنع. وشارك في المسرحية الفنانون يوسف البغلي، سالي فراج، عبدالله الحمود، محمد الشطي، ماجد البلوشي، أما السينوغرافيا التي وقفت وراءها د. منى التميمي تصميما، وأسماء العيسى تنفيذا، فكانت في محلها من ناحية تنفيذ الديكور بدرجة محترفة، خصوصا اختيار الاكسسوارات.خيانة متعددة
وعقب عرض مسرحية «الطابور السادس» عقدت ندوة تطبيقية في صالة الندوات بمسرح الدسمة، أدارتها الإعلامية نيفين أبولافي، بحضور المعقب د. أيمن الخشاب، ومؤلفة المسرحية فاطمة العامر، والمخرج علي البلوشي. وذكر د. الخشاب أن العرض ثري وممتعا، وحقق الكثير من المتعة، وتحدث عن الشخصيات قائلا إن الخيانة هي الطابع المشترك أو المميز بين الشخصيات التي ظهرت في المسرحية، والذين يقومون بالفصح عنها عن طريق «منولوجات» عند الاعتراف بالذنب.ولفت إلى أن خيانة الشخصيات متعددة فهناك خيانة الزوجة، وخيانة الصديق، وهناك خائن الشعب، وخائن الدين، مضيفا أن الشخصيات تطرح ازدواجية بين الإنسان والدمية، وشدد على أن الدمية معادل موضوعي للتشوه الإنساني الذي حصل بفعل الخيانة، واستفاد المخرج كثيرا من تقنيات مسرح العبث، والمسرح التعبيري.فهم الدلالات
وعلى هامش الندوة، قالت مؤلفة المسرحية فاطمة العامر: «أنا سعيدة بمشاركتي في مهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ21 بنص الطابور السادس مع فرقة المسرح الشعبي، وسعيدة بالأصداء وأن الجمهور أعجب بالعرض، وتم فهم الدلالات التي وجدت في النص، لأن هذا النص عميق جدا وفيه أكثر من مدرسة، فالجمهور تفاعل وتجاوب مع الموضوع وأحب العرض، وشكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وشكرا لإدارة المسرح الشعبي وعلى رأسهم د. نبيل الفيلكاوي»، مضيفة أن النص كتب منذ 10 سنوات، وكان أول نص قامت بكتابته، والحمد لله جاءت فرصة عرضه وبالصورة التي تحلم بها وتوقعتها.أما مخرج العمل علي البلوشي فقال إن «العمل مر بتجارب كثيرة، ومراحل كثيرة، وقمت بإضافة الدمى فضلا عن تفاصيل أخرى كثيرة»، مشيرا إلى أنه عمل مواءمة بين دراماتورج، ومؤلفة ومخرج العمل، وأن الدراماتورج هو حلقة الوصل بين المخرج وكاتبة النص.فضة المعيلي
علاء الجابر: وجود الموسيقى التصويرية في «زهور القبور» كان سلساً وهندستها جميلة