حوار كيميائي : للمتقاعدين حقوق
يعاني المتقاعدون أكثر من غيرهم، نتيجة زيادة تكاليف المعيشة، خصوصاً بعد ارتفاع الأسعار على الصعيدين المحلي والعالمي، منذ بداية جائحة كورونا، ولا نبالغ إذا قلنا إن هذه الفئة تعاني عدم التفات الحكومة لمشكلاتها، فالتضخم في ازدياد، ووفق بيانات الإدارة المركزية للإحصاء، في بيانها الأربعاء الماضي، فإن ارتفاع الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين (التضخم) بلغ في الكويت 3.17 في المئة في يوليو الماضي على أساس سنوي، وهو ما يرتب أعباء معيشية جديدة على المواطنين. وبالنظر إلى شريحة المتقاعدين - الذين بنوا الكويت - فهم يعانون اليوم أكثر من غيرهم، فهل من المعقول ألا يستطيع أحدهم شراء ثلاجة - مثلاً - إلا أن يأتي بابنه ليكفله؟ فضلاً عن حاجاتهم المتزايدة نتيجة كبر السن والمتطلبات الصحية وغيرها.الزيادة المقررة لأبناء هذه الفئة هي ثلاثون ديناراً كل ثلاث سنوات، وهي لا تسمن ولا تغني من جوع في هذه الظروف، وبعض المتقاعدين يقول "عطونا عشرة دنانير كل سنة بدل نطرة ثلاث سنوات"، ومع ذلك فهذه الزيادة البسيطة لم تعد ذات جدوى، خصوصاً أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية تقول إن أرباحها في ازدياد؛ ففي بيانها بتاريخ ١٠ فبراير الماضي أكدت المؤسسة تحقيقها أرباحاً صافية بقيمة 18.9 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأخيرة من عام ٢٠٢٠، فما الذي يمنع الحكومة من زيادة رواتب المتقاعدين، خصوصاً أن سمو ولي العهد سبق أن وجه بضرورة "الاهتمام بالمتقاعدين، واتخاذ كل السبل التي تجعلهم شركاء ومستفيدين" من نجاحات المؤسسة.آن الأوان للالتفات إلى هذه الشريحة من أبناء الكويت، وتلمس حاجات المتقاعدين والوقوف على ما يعانونه، وزيادة رواتبهم وتمكينهم من العيش بنوع من الكفاية، تقديراً لما بذلوه، فهم بناة الكويت كما ذكرنا، وحاجاتهم في ازدياد، والتضخم المتزايد وارتفاع الأسعار يجعلهم في ضائقة حقيقية، وكل السبل متوافرة لزيادة دخولهم بطريقة أو بأخرى، إما من خلال زيادة رواتبهم، أو بإيجاد صيغة لإشراكهم في مرابح التأمينات التي يستحقون أن يكونوا مشمولين بها.
*** Catalyst "مادة حفازة":تضخم + متقاعد = حقوق واجبة