الله بالنور : ما زال لدينا أمل
على غير العادة…ليس هناك اهتمام بمعرفة التشكيل الوزاري الجديد!حتى بعض الوجوه البارزة نيابياً أو أكاديمياً أو حتى تجارياً تصرح بين حين وآخر، قبل أي تشكيل وزاري جديد، بأنها لن تقبل التوزير، حتى وإن لم تكن هناك نية لتوزيرهم!
ليس هناك عيب في أن يتسلَّم شخص ما أي حقيبة وزارية، بل إن هذا المنصب يفترض به أن يكون شرفاً وتقديراً، خصوصاً لمن يستحق فعلاً ذلك المنصب.حتى عملية توزير النواب أصبحت تجارة رائجة لمن يريد تنفيع الأقرباء والمفاتيح الانتخابية والأحباب.حتى الآن لم نرَ وزيراً واحداً تسلَّم حقيبة وزارية بيد وحمل باليد الأخرى خططاً واضحة لمستقبل الوزارة التي يحمل حقيبتها… وحتى الآن هناك الكثيرون ممن دخلوا وخرجوا من الوزارة ولا أحد يتذكر أسماءهم أو أشكالهم!لماذا أصبح منصب الوزير ليس ذا أهمية على الإطلاق، بل يعتبره البعض عيباً لا يجب أن يطاله؟! هناك أسباب كثيرة لهذه الظاهرة السلبية، أهمها: عدم استقرار الحكومة، وخوفها من المساءلة البرلمانية، ومحاولة إرضاء النواب بطريقة أو بأخرى خوفاً من الاستجوابات، علماً بأن معظم الاستجوابات حتى الآن ليس بها ما يمكن تسميته استجواب مبادئ، بل يرتكز على مصالح شخصية طلبها النائب المستجوب ولم تتحقق.نأمل أن يكون في التشكيل الجديد ما يعيد لمنصب الوزير الشرف والهيبة والوقار والطموح والقدرة سياسياً ومهنياً للنهوض بالوزارة، بدلاً من ترك أمورها والتفرغ لمراضاة النواب.فهل ستأتي وجوه جديدة تستحق فعلاً التوزير؟ وهل من بينها من يستطيع نفض الغبار عن الوزارة وتنظيفها من الشوائب؟نأمل ذلك.