في يوم من أيام ربيع عام 1985، قررنا نحن المجموعة في الصورة، وعددنا عشرة، الخروج في نزهة إلى البر. وبالمناسبة جميعنا نعمل في مجال واحد؛ وزارة الخارجية، وفي ذلك الزمان كان يوم الخميس نصف دوام، واختمرت الفكرة أن يُحضر كل واحد "النقصة"، ويكون الغداء "شروكة" في البر!

انطلقنا بعد انتهاء الدوام في الحادية عشرة صباحاً إلى شمال الكويت، واتفق الزملاء على اختيار بر "أم العيش"، المكان المناسب لوفرة اخضرار الأرض بالعشب، وبالفعل كانت الأرض كما أردنا، والجو ربيعياً غائماً مائلاً إلى البرودة، لذا لم نأخذ معنا خيمة ونحجب عن أعيننا جمال الطبيعة! عندما اجتمعنا في البر، كنا بعيداً عن رسميات العمل، وأحسسنا بالمشاعر الأخوية الصادقة، وعشنا حالة من المرح والسرور! ولم يغب عن بال الزملاء النواحي الإنسانية، فأخذنا معنا المستخدم في العمل (راجو)، ليتجدد نشاطه ويرى بر الكويت، وكان في غاية السرور، واندفع إلى التقاط الصور بواسطة الكاميرا التي أحضرها معه!

Ad

بعد الغداء، جلس الزملاء حول النار المشتعلة، للدفء وإعداد الشاي، وكان له مذاق وطعم خاص يختلف عن الشاي الذي يُعمل في البيوت والعمل! انقضى الوقت سريعاً، وتمنينا أن تطول هذه الرحلة القصيرة، ولكن الشمس بدأت تجنح نحو المغيب، ولا مفر من أن نعود أدراجنا إلى بيوتنا، بعد أن قضينا وقتاً ممتعاً!!

في الصورة يبدو جلوساً من اليمين: 1- سفيرنا في القاهرة محمد صالح الذويخ 2- الزميل جمال صالح شهاب من إدارة المراسم 3- الزميل حمد علي الهزيم قنصل عام الكويت في نيويورك 4- الزميل طارق الثاقب من إدارة المراسم 5- الزميل عبدالعزيز الماجد من إدارة المراسم 6- الزميل طارق راشد الإبراهيم من إدارة مجلس التعاون الخليجي.

ويبدو قوفاً من اليمين: 1- سفيرنا في ألمانيا نجيب عبدالرحمن البدر 2- الزميل صلاح خالد الرومي من إدارة المراسم 3- الزميل جمال تيفوني من إدارة مجلس التعاون الخليجي 4- كاتب هذه السطور. تشتت هذا التجمع الأخوي عند ارتحال أغلبية المشمولين في الصورة إلى مهام رسمية خارج الوطن، ولكن تبقى الذكريات محفورة بالذاكرة.

د. عادل محمد العبدالمغني