الصين تنتقد الديموقراطية الأميركية «المنحرفة والشكلية»
أوستن: لا نسعى إلى تشكيل «ناتو» آسيوي بوجه بكين
استبقت وزارة الخارجية الصينية قمة الديموقراطية التي دعا لها بايدن الأسبوع المقبل، وأصدرت أمس تقريراً بعنوان "حالة الديموقراطية بالولايات المتحدة"، مؤكدة أنه استند إلى حقائق وآراء خبراء في كشف "أوجه القصور وإساءة استخدام الديموقراطية" في الولايات المتحدة، فضلاً عن "الضرر الناجم عن تصديرها مثل هذا النموذج للعالم".وبينما اعتادت "الخارجية" الاميركية إصدار تقارير دورية حول الاداء الديموقراطي للدول، وقضايا مثل احترام حقوق الانسان والتنوع الديني وغيرها، قالت "الخارجية" الصينية في التقرير إن "الديموقراطية قيمة مشتركة بين البشرية جمعاء وحق لجميع الدول، وليست امتيازاً مقصوراً على قلة وتتخذ أشكالاً مختلفة ولا يوجد نموذج واحد يناسب الجميع".ووفق التقرير فإنه "من غير الديموقراطي تماماً قياس الأنظمة السياسية المتنوعة في العالم بمعيار واحد أو فحص الحضارات السياسية المختلفة من منظور واحد".
وأضاف: "من منظور تاريخي كان تطوير الديموقراطية الأميركية خطوة إلى الأمام فلقد أدى نظام الحزب السياسي والنظام التمثيلي وشخص واحد وصوت واحد والفصل بين السلطات، إلى إبطال وإصلاح الاستبداد الإقطاعي في أوروبا، على الرغم من ذلك، وعلى مدار السنين أصبحت هذه الديموقراطية معزولة ومتدهورة، وانحرفت بشكل متزايد عن جوهرها وتصميمها الأصلي".وتناول التقرير بالتفصيل ما اسماه "الانسلاخ وعلل الديمقراطية الأميركية من ثلاثة جوانب هي: النظام المثقل بمشاكل عميقة الجذور، والممارسات الديموقراطية الفوضوية والمضطربة، والعواقب الوخيمة لتصدير الولايات المتحدة لعلامتها الخاصة من الديموقراطية".وقال: "ما هو ضروري حاليا بالنسبة للولايات المتحدة هو العمل بجدية حقيقية لضمان الحقوق الديموقراطية لشعبها، وتحسين نظامها الديموقراطي، بدلا من التركيز بشكل كبير على الديموقراطية الإجرائية أو الشكلية على حساب الديموقراطية الموضوعية ومُخرجاتها ونتائجها".وأضاف التقرير أن "من الضروري أيضا للولايات المتحدة تحمل المزيد من المسؤوليات الدولية، وتوفير المزيد من المنافع العامة للعالم بدلا من السعي دائما لفرض علامتها الخاصة من الديموقراطية على الآخرين، واستخدام قيمها الخاصة كوسائل لتقسيم العالم إلى معسكرات مختلفة، أو التدخل والتخريب والغزو في دول أخرى بحجة تعزيز الديموقراطية". وختم التقرير بأن المجتمع الدولي يواجه حاليا تحديات ملحة على نطاق عالمي، من جائحة كوفيد-19، مرورا بالتباطؤ الاقتصادي، وصولا إلى أزمة تغير المناخ، داعياً "جميع الدول إلى الارتقاء وتجاوز الاختلافات في الأنظمة، ورفض عقلية لعبة المحصلة الصفرية، والسعي إلى إرساء تعددية حقيقية".الى ذلك، وفي خطاب خصّص جزءاً كبيراً لمجموعة التحدّيات الصينية، بما في ذلك اختبار نظام سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت، نفى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ليل السبت- الأحد بكين سعي بلاده لتشكيل حلف "ناتو" آسيوي بوجه الصين، التي اتهمها بالعمل على تعزيز قدراتها النووية بشكل سريع.وأوضح أوستن، خلال منتدى الدفاع الوطني في مكتبة ريغان الرئاسيّة في سيمي فالي بكاليفورنيا، أن الجيش الصيني يهدف إلى رفع ترسانته إلى ما لا يقل عن 1000 رأس نووي بحلول عام 2030، مشيراً إلى أنه "يسير بخطى سريعة ليصبح منافساً نظيرا للولايات المتحدة في آسيا وفي جميع أنحاء العالم".وفي خطاب خصّص جزءاً كبيراً لمجموعة التحدّيات التي تُمثّلها الصين، قال أوستن: "لا نبحث عن مواجهة أو صراع أو حرب باردة جديدة أو عالم مقسم إلى كتل جامدة او الى ناتو آسيوي، لكننا نعمل على مواجهة التحدي الصيني وتعميق علاقاتنا مع الدول الصديقة في المنطقة لا سيما عبر مناورات عسكرية مشتركة".واعتبر أوستن أنّ العمليّات العسكريّة الصينيّة الواسعة النطاق قرب تايوان تبدو وكأنّها "تمرين"، مجدّداً أنّ الولايات المتحدة تبقى ملتزمة دعم "قدرة الجزيرة على الدفاع عن نفسها".وشدّد وزير الدفاع على أنّ الصين هي القوّة الوحيدة القادرة حاليّاً على استخدام "قوّتها الاقتصاديّة والدبلوماسيّة والعسكريّة والتكنولوجيّة لإطلاق تحدّ دائم لنظام دوليّ مستقرّ ومنفتح".واعتبر أنّ القادة الصينيّين "عبّروا بشكل أكثر صراحة عن عدم رضاهم عن النظام المُهيمن وعن رغبتهم في حرمان الولايات المتحدة من دورها" القيادي على الصعيد العالمي.