انتهت الجولة السابعة من مفاوضات فيينا النووية بمغادرة المفاوضين إلى عواصمهم للتشاور. وإذا كانت هذه الجولة قد تطلبت 5 أشهر للانعقاد، فإن الدبلوماسيين والخبراء يحذرون من أن «الثامنة» يجب أن تلتئم بأسرع وقت، في ظل سياسة «التفاوض باليورانيوم المخصب» التي تتبعها طهران، وكذلك الشحن المستمر الذي تقوم به إسرائيل؛ لضمان أن تؤخذ مطالبها في أي ترتيبات ولو بأي ثمن.
في هذه الأجواء، تشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً غير عادي، يبدو أن وتيرته قد ازدادت عقب الجولة الخليجية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طالب، أمس الأول، من مدينة جدة بإشراك السعودية ودول الخليج في المفاوضات مع إيران. وقال ماكرون إن الهواجس الخليجية والمخاوف من امتلاك طهران برنامجاً نووياً عسكرياً مشروعة، مشدداً على أن الرياض يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في التوصل لاتفاق مع طهران. في الأثناء، يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم جولة خليجية إلى سلطنة عُمان وقطر، وقالت مصادر إنها ستشمل أيضاً الكويت والإمارات، والتي تأتي قبيل القمة الخليجية التي ستُعقَد بالسعودية في 14 الجاري.
وأمس تسلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الدعوة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لحضور القمة الخليجية. وسلَّم الدعوة وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان. وتتطلع الأوساط الإيرانية والخليجية لزيارة نادرة يقوم بها مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد لطهران اليوم، بدعوة من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وذلك بعد الزيارة التي أجراها كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني للكويت والإمارات عشية استئناف مفاوضات فيينا. وذكرت تقارير إيرانية رسمية، أمس، أن بن زايد سيلتقي خلال زيارته شمخاني، بالإضافة إلى كبار المسؤولين، موضحة أنه من المتوقع «مناقشة تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول التطورات الإقليمية الأخيرة» خلال الزيارة.وبينما لا يزال التكتيك التفاوضي الذي تتبعه إيران غير واضح حتى الساعة، أعلن مسؤول أميركي رفيع بوزارة الخارجية، أن بلاده تستعد لعالم بلا اتفاق نووي، مشيراً إلى أن الصين وروسيا فوجئتا بمدى تراجع إيران في المقترحات التي قدمتها قبل أيام للمفاوضين الأوروبيين.وتابع: «ما يدور في أذهانهم هو ما يمكن أن تسميه الخطة (ب) الخاصة بهم، والتي تتمثل في استخدام المحادثات كغطاء وواجهة لمواصلة تعزيز برنامجهم النووي، ليكون بمثابة رافعة للتوصل إلى صفقة أفضل لهم».جاء ذلك، بينما بدأ رئيس «الموساد» الإسرائيلي، ديفيد بيرناي، زيارة لواشنطن، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين حول إيران، وسيطلع بيرناي كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية على أحدث المواد الاستخباراتية التي يحملها معه بشأن البرنامج النووي الإيراني، عشية قيام وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بزيارة لواشنطن بعد غد للقاء وزيري الخارجية، والدفاع.