عبدالوهاب الهارون
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
**** ويسرد عبدالوهاب قصة حياة والده، الذي عاش حياته يواجه الكثير من الصعاب، فكان يتصدى لها بصبر وشجاعة، مما أكسبه احترام الجميع، إذ كان يحظى بسُمعة طيبة. وبسبب صدقه وأمانته، أصبح من الشخصيات المرموقة، ولم يكن في علاقاته مع الآخرين ميالاً لطائفة دون أخرى، فهو كان حريصاً على أن يرسل أكياس الأرز إلى الحسينيات في عاشوراء، وكذلك يقوم بواجباته كاملة نحو المسلمين من كل المذاهب، من المواطنين والوافدين، وقد انعكس هذا السلوك على جميع أولاده من بعده.**** وحينما أكمل عبدالوهاب دراسته وانخرط بالعمل، تلقى اتصالاً - يوماً - من العم جاسم الصقر يدعوه فيه لمقابلته، ولما ذهب لمقابلته وجد صديقه وزميل دراسته في الكويت وأميركا محمد الصقر مع والده بانتظاره، فبادره العم جاسم بالقول:- أريدك يا عبدالوهاب أن تتولى رئاسة تحرير جريدة القبس.- والله يا عمي هذا شرف كبير لي، ولكن لماذا اخترتني؟ - لأنني سمعت الكثير عن نشاطاتك الوطنية، وعن سُمعتك الطيبة، وكفاءتك.- أشكرك يا عمي، لكنني بدأت بمشاريع تقتضي وجودي لإتمامها. - لا أريد يا ولدي أن أعطل مشاريعك، فمن تقترح أن أعين للقبس؟- لا أعتقد يا عمي أن هناك مَنْ هو أفضل من محمد الصقر. **** وهذا ما حدث بالفعل، لذلك فإن محمد الصقر كلما التقى عبدالوهاب الهارون قال له، على سبيل المزاح:- سامحك الله، أنت الذي ورطتني بالصحافة!