أين أصبحنا من قضية العفو الأميري؟ وهل تترك الأمور تدار بسياسة التخمينات والتلميحات والرسائل المترددة عبر الصحافة؟ يفترض أن ممارسة السلطة في أبسط صورها تعني الحسم ووضع الأمور في نصابها، كما تراها السلطة ذاتها، ولا تقف في موقف الخجول والمتردد الذي لا يستطيع أن يواجه الآخر، فتلقي برسائل غير مباشرة، وتترك الناس يفسرون إرادتها (السلطة) حسب استنتاجاتهم الخاصة.هل انتهت مهمة اللجنة الثلاثية تماماً وخلصت من العبء السياسي؟ أم هي متوقفة عن عملها ولم تصدر أسماء مجموعات أخرى من المفترض أن يشملهم العفو؟ أين أنتم الآن يا جماعة السلطة؟ ماذا تريدون أن تقولوا للناس؟ هل ودكم أن تخبرونا أن المهمة أنجزت؟ فكل القضية هي مجموعة النواب السابقين المهجرين وبعض المحكوم عليهم في خلية العبدلي، وتم الصفح عنهم، وانتهى الموضوع!
هل هناك رسالة مبهمة من السلطة للنواب السابقين بألا يفصحوا عن آرائهم في الشأن العام؟ وأن العفو لا يتضمن طلب الصمت السياسي، لا بل أمر تأديبي بسكوتهم ليس فقط عن حقوقهم السياسية التي هم محرومون منها أساساً، بل حتى من حقهم في التعبير والنقد.من قال ومن فسر الإرادة الأميرية بأنها قاصرة على هؤلاء النواب السابقين، هناك المغردون الذين رسموا كلمات بسيطة بـ "تويتر" لا أكثر، وحكم عليهم بالسجن عقوداً ممتدة... على ماذا يا سادة، هؤلاء أولى من السادة النواب السابقين ومن غيرهم في شمول إرادة العفو الخاص، وهناك ما هو أبعد من ذلك، لنا الحق في الحلم به والعمل من أجله كإلغاء كل جرائم الرأي التي صدرت في السنوات الأخيرة وما ترتب عليها من آثار العقوبات التبعية.تقولون إن الكويت بلد ديموقراطي بدستور يضمن الحريات الأساسية، ثم تصادرونها شيئاً فشيئاً حسب الظروف التي يتبناها مشروع الحكم، ولا نجد من هذه الديموقراطية غير خيالها الكسيح. أرسونا على بر، وأنهونا من هذا الضياع والتيه، إذا هذه أوتوقراطية فكونوا صرحاء بها وحاسمين في إعمال تقاليدها السلطوية دون التعذر بالدستور، أما أن تشاهدوا البلد يغرق اقتصادياً ويتوه سياسياً وأنتم بين "حانا ومانا" فهذا غير مقبول أبداً!
أخر كلام
ارسوا لكم على بر
07-12-2021