شاركت فرقة تياترو ضمن مهرجان الكويت المسرحي الـ21، بمسرحية "البروة"، لمؤلفتها فلول الفيلكاوي، وأخرجها شملان النصار، وبطولة مجموعة من الممثلين، منهم: مشعل العينان، غدير حسن، آمنة العبدالله، بشاير، فراس السالم، أحمد الصفار، مشاري المويل، جابر فهاد، سينوغرافيا د. فهد المذن، موسيقى مؤثرات صوتية محمد النصار، تنفيذ الموسيقى رشا النصرالله، وكمخرجين مساعدين حسن الجميعي ورشا النصرالله، ومخرج منفذ عبدالله الهويدي.وترتكز القصة على استخدام النوخذة لسُلطته على البحارة، بمن فيهم المجدمي، ومساومته على بروة البيت، أو قبوله تزويجه إحدى بناته مقابل سداد دينه، وهي قصة كلاسيكية لم تأتِ بأي جديد، سواء سر اكتشاف قرابة مبارك لوالده النوخذة، والذي لم يكن يعلم بوجوده، وكأن لسان حال المؤلفة يقول إن الظلم ظلمات يوم القيامة وكما تدين تدان في واقع الحياة، وقد دفع النوخذة ثمن استغلال ضعف حاجة المجدمي، الذي أصبح عاجزا عن القيام بمهنته، بعدما تعرض لحادثة خلال رحلة الغوص.
بساطة النص مكّنت المخرج النصار من التعامل مع الفعل المسرحي بشكل يمثل راحة لعناصره فوق الخشبة والاشتغال على أداء الممثلين. هذه العناصر التي توافرت ساعدت النصار في العبور بعمله إلى بر الأمان، معتمدا رؤية إخراجية متناغمة مع روح تلك الحقبة الزمنية، حيث لجأ إلى المؤثرات الصوتية والإيقاعات البحرية، فكانت تلك الموسيقات والأغنيات بمنزلة فاصل موسيقي، وتزداد جماليته مع التمازج الذي خلقه المخرج بين الحوار والفعل والإضاءة والموسيقى. بلا شك يحمل النص دلالات واضحة يمكن إسقاطها على واقعنا المعاش. وفيما يتعلق بالأداء التمثيلي، فقد أثبت الممثلون قدرتهم وفق إمكانياتهم المتاحة بعيدا عن المبالغة.
ندوة تطبيقية
بعد عرض مسرحية "البروة" عُقدت ندوة تطبيقية في صالة الندوات بمسرح الدسمة، أدارها الإعلامي فادي عبدالله، بحضور المعقبة الناقدة والإعلامية ليلى أحمد، ومولفة العمل فلول الفيلكاوي، ومخرج المسرحية شملان النصار.في البداية، قال الإعلامي فادي عبدالله: "نثمن الدور الكبير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إقامة هذه الدورة بعد جائحة كورونا، وعودة الحياة المسرحية". من جانبها، قالت الناقدة والإعلامية ليلى أحمد: "(البروة) هو النص التراثي الثالث لمؤلفته فلول الفيلكاوي، وفي الحكم النقدي لن نتناول بالطبع ما مضى، وهو جزء ثالث من ثلاثية، بل سننظر لهذا العرض كحالة متفردة لحالها عن بساطة قصة كلاسيكية تكررت كثيرا، بدءا من الحدث، فـ(المجدمي) رجل يتعرض للظلم والاستغلال من النوخذة أيام الغوص، وتتصدى ابنته لظلمه".فنتازيا
وتابعت: "اعتمد المخرج على موسيقات أحيت العرض من كآبته، وأغانٍ بحرية مسجلة، وأغاني لايف قامت بغنائها الممثلة آمنة العبدالله. العرض الذي شاهدناه الليلة احتوى على فنتازيا بديكورات رمزية، وقضبان تبدو كغرف سجون صغيرة، يتماهى الممثلون وفق المشهد الدرامي والحالة. هو عرض تراثي فنتازي رمزي. تداخل المناهج والمدارس الفنية وأساليبها له فلسفة، فلا يأتي الأمر عشوائيا، فيكون هناك خيط رفيع من التناغم والانسجام بين واقعية القصة وشكلها الفنتازي. قد يكون التناغم مهما جدا في الرؤية، وفي المضمون شكلا وموضوعا". ولفتت ليلى أحمد إلى نقطة مهمة، وهي انتصار العرض لعدالة المرأة قماشة، وتصديها للظلم. وذكرت أن إخراج العرض للنصار فيه استغلال كامل لجوانب المسرح، مشيرة إلى أنه شيء جميل وبث حيوية في الحركة، كما لعبت الإضاءة والموسيقات والغناء تأثيرا. ومن ناحية الممثلين، قالت إنهم كانوا بحاجة إلى تدريب أكثر.تعليقات وملاحظات
انتقل التعقيب للحضور، وكانت البداية مع عبدالكريم الهاجري، الذي أشار إلى أن العرض من جانب الصراع كان متكافئا بشكل مقنع، وسلس، وجعل الجمهور يتعايش مع هذه المشاهد. من جانبه، قال د. شايع الشايع إن العرض قُدم مقتضبا ومختصرا لقصص كثيرة كلاسيكية تشابه هذا المعنى، لكن الميزة أن الاختصار كان جيدا.العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية د. فهد السليم أشاد بدوره بالجهود التي بذلها الشباب أثناء عروض المسرحية، وبطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، وقال إن "هذا شيء يشعرنا بالفخر كأعضاء هيئة تدريس".وعلى هامش الندوة، قال المخرج النصار إن المسرحية تلقت ردود أفعال جميلة من الجمهور، لافتا إلى أنهم أحبوا تقديم التراث بشكل جديد، وفريق العمل أدى مجهودا رائعا. أما مؤلفة العمل الفيلكاوي، فقالت إن الملاحظات التي قدمت خلال الندوة سوف يأخذونها بالحسبان: "الملاحظات من أساتذة، نحن نتعلم منهم، وهذا العمل نعتبره بمنزلة ورشة نتعلم منها، ونحن فخورون بإنجازنا هذه المسرحية".