قبل إجرائه محادثات في الإمارات، المحطة الثانية في جولته الخليجية، التي تشمل أيضاً الكويت وقطر والبحرين، عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس مع سلطان عمان هيثم بن طارق، جلسة مباحثات رسمية بقصر العلم بالعاصمة مسقط تناولت العلاقات ومستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية كما افتتحا، أول طريق بري بين السعودية وسلطنة عمان.ووفق وكالة الأنباء العمانية، فإن السلطان هيثم والأمير محمد استعرضا أثناء الجلسة أوجه التعاون الثنائي القائم بين مسقط والرياض في شتى المجالات وسبل دعم وتعزيز العلاقات الأخوية المتينة بين الشعبين العماني والسعودي بما يحقق المزيد من تطلعاتهما وآمالهما، إضافة إلى تبادل وجهات النظر تجاه الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ومنح السلطان هيثم ولي العهد السعودي أمس، وسام عمان المدني من الدرجة الأولى، أحد أرفع الأوسمة العمانية، اعتزازاً بالروابط الأخوية والعلاقات الممتازة والتعاون البناء. وذكرت الوكالة أن الوسام يمنح لملوك ورؤساء الدول وأولياء العهد ورؤساء الحكومات الذين ترتبط دولهم بعلاقات متميزة مع سلطنة عمان.وقبل إقامته بضيافة قصر العلم مأدبة غداء رسمية تكريماً لضيفه السعودي الكبير، أجرى سلطان عمان صباح أمس مراسم استقبال رسمية للأمير محمد بن سلمان بمناسبة زيارته للسلطنة، وكان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى ساحة القصر واصطحبه إلى منصة الشرف وعزف السلام الملكي السعودي وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له.وقدم السلطان هيثم التحية للوفد الرسمي المرافق للأمير محمد مرحباً بهم ومتمنياً لهم إقامة طيبة في بلدهم الشقيق فيما قدم ولي العهد السعودي التحية لمستقبليه من الجانب العماني.
مذكرات تفاهم
وعلى هامش زيارة بن سلمان لمسقط، وقّعت «مجموعة من الشركات السعودية وعدداً من الشركات المملوكة لجهاز الاستثمار العُماني والقطاع الخاص 13 مذكرة تفاهم بقيمة استثمارات تبلغ 30 مليار دولار».وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنّ المذكرات تشمل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والسياح وتقنية المعلومات والتقنية المالية وغيرها من القطاعات.ولاحقاً، وقع وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني قيس اليوسف ووزير التجارة وزير الإعلام السعودي المكلف ماجد القصبي أمس، مذكرتي تفاهم تتعلقان بتعزيز التعاون في المجالات التجارية والتقييس والمواصفات والجودة والقياس والمعايرة والمختبرات.وأكد القصبي أن مذكرات التفاهم هدفها تعزيز التبادل التجاري بين السعودية وعمان وتنمية الصادرات ودعم رواد الأعمال والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة، مشيراً إلى أهمية التكامل الاقتصادي والمشاركة المعرفية والمواصفات والمقاييس التي تعتبر حاجزاً يساعد على تقليل السلع المضرة بالمستهلك والبضائع المغشوشة والمقلدة بالبلدين.وأكد الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف، في بيان أمس، أن جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخليجية تأتي تعزيزاً للبيت الخليجي الكبير وانطلاقاً من العلاقات التاريخية الممتدة بين المملكة وشقيقاتها وتعزيزاً لأواصر المودة والمحبة ووشائج القربى بين قيادات ومواطني دول المجلس وتنفيذاً لتوجيهات قادة دول مجلس التعاون لتطوير العلاقات وتعزيزها في مختلف المجالات ودفعها نحو آفاق أرحب.وأوضح الحجرف أن الجولة الخليجية تأتي تعزيزاً للآمال والتطلعات وترسيخاً للعلاقات المتميزة والوثيقة التي تجمع شعوب دول المجلس، لافتاً إلى أن هذه الزيارات الأخوية لها دور بارز في دفع وتيرة التعاون وتطوير آلياتها في جميع الميادين لتحقيق المزيد من الرخاء والازدهار لشعوب المجلس.واعتبر أن توقيت الجولة الخليجية قبيل انطلاق أعمال الدورة الـ 42 للمجلس الأعلى الأسبوع المقبل يعكس ما سيطرح من موضوعات ستؤدي بالتأكيد إلى مضاعفة الجهود لخدمة المواطن الخليجي وتدشين العقد الخامس من مسيرة مجلس التعاون، التي تشهد نهضة تنموية طموحة تحفظ لمجلس التعاون ودوله ومواطنيه الأمن والاستقرار والرخاء وتعزز مكانته الإقليمية والدولية كصوت للحكمة والسلام. وبحسب الديوان الملكي السعودي، فإنّ الجولة ترمي «لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك».وأكد عدد من الشخصيات السعودية أن الجولة الخليجية لولي العهد السعودي تحمل ملفات عديدة منها الاقتصاد والأمن والاستثمار وتسعى لتعزيز اللحمة الخليجية وتوحيد المواقف.وأشار رئيس اتحاد الصحافة الخليجية خالد المالك إلى أهمية الجولة في هذا التوقيت لأنها تأتي بعد جائحة كورونا، وما تركته من آثار اقتصادية وسياسية وكذلك بعد المصالحة التي تمت بين دول المجلس بعد «إعلان العلا» كما أنها أيضاً تسبق القمة الخليجية المرتقبة هذا الشهر.وقال عضو مجلس الشورى السعودي إبراهيم النحاس، إن الجولة ستتطرق إلى آلية معينة بهدف تعزيز مواجهة النظام الايراني.