العراق: هجمات متنقلة من كردستان إلى البصرة وسط انسداد سياسي
بلاسخارت تُبلغ الأحزاب تحذيراً دولياً بشأن أزمة الانتخابات
على وقع الهجمات المتصاعدة في العراق، والتي انتقلت من إقليم كردستان شمالاً لتصل أمس إلى البصرة في أقصى الجنوب، بدأت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت جولة من مدينة النجف، أمس، لإبلاغ الأحزاب العراقية رسالة تتضمن تحذيرات دولية بشأن أزمة نتائج الانتخابات، التي جرت في أكتوبر الماضي.والتقت بلاسخارت في النجف زعيم التيار الصدري للتداول بأزمة الانتخابات، التي توصف بأنها واحدة من أخطر حالات الانسداد السياسي منذ سقوط نظام صدام حسين، على خلفية خسارة كبيرة منيت بها الفصائل العراقية الحليفة لطهران.وأبلغت مصادر في النجف، «الجريدة»، بأن بلاسخارت جددت دعم القوى العظمى ومجلس الأمن لنتائج الانتخابات، في ظل خلو الطعون التي قدمها الخاسرون من الأدلة، وحذرت مما يمكن أن يؤدي إليه التصادم المتصاعد.
جاء ذلك، بالتزامن مع تصعيد أمني تشهده البلاد، إذ نفذ تنظيم «داعش» هجمات قاسية ضد قواطع البيشمركة الكردية طوال الأيام العشرة الماضية شمال البلاد، كاشفاً نقص التعاون الأمني بين بغداد وإقليم كردستان ووجود فراغات خطيرة بسبب سيطرة الفصائل على خطوط التماس بين القوات العراقية والبيشمركة، في مساحات تستغلها طهران في العادة كطرق استراتيجية موصلة إلى شرق سورية.كما شهدت البصرة، وهي المركز الاقتصادي للعراق المستقر نسبياً، تفجيراً نادراً بعجلة مفخخة، أوقع عدداً من الضحايا. وعادة ما يحذّر المراقبون من نسبة ذلك لتنظيم «داعش» حين حصول اعتداءات غير انتحارية، ويرجحون صلتها بأزمات حادة وضغوط تشهدها الساحة السياسية، مما قد يفسر اتصالاً هاتفياً عاجلاً، ونادراً كذلك، قام به زعيم التيار الصدري بمحافظ البصرة أسعد العيداني، مطالباً إياه بعدم التهاون في الإجراءات الأمنية.وسبق أن أُبلغ الصدر، بحسب مصادر، تحذيرات إيرانية بشأن وقوع خروقات أمنية واغتيالات. وتكتسب التطورات الأمنية حساسية بالغة، خصوصاً بعد محاولة اغتيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بطائرات مسيرة.وقالت الأوساط السياسية في بغداد إن لقاء الصدر مع زعماء الفصائل قبل أيام لم يحرك الجمود، موضّحة أنه لا يزال متمسكاً ببقاء الكاظمي، لعدة اعتبارات، منها استكمال مشاريع إنقاذ الاقتصاد، الذي يمر بكساد خانق، متزامناً مع أزمة جفاف حادة جعلت الإنتاج الزراعي يتراجع إلى النصف.وأضافت أن حلفاء إيران ليسوا منزعجين وحسب من التمسك بالكاظمي، بل أيضاً لأن قائمة البدلاء المحتملين في الرئاسة تخلو من أي صديق لطهران، مما يدفع المراقبين إلى وصف «تصادم الإرادات» الحالي بأنه ليس سهلاً أبداً، ولا يتوقع حله في زمن قصير. ويجب على القضاء أن يصادق على نتائج الانتخابات، في وقت يواجه ضغوطاً كبيرة بعد دعوى طعن قدمها حلفاء طهران تطالب بإلغاء نتائج الانتخابات جذرياً، وهو أمر غير مسبوق في تجارب الاقتراع النيابية الخمسة التي خاضتها البلاد.