لا يزال في الجو غيم ولا تزال السحب تغطي السماء، والرؤية رغم عتمتها في عيون البعض وضبابيتها لدى الآخرين فإن انقشاع الظلام الذي نعيشه أحيانا سيصبح واقعا خلال الفترة القادمة، لا سيما بعد التشكيل الحكومي وبدء لجنة التحقيق البرلمانية أولى خطواتها في الكشف عن التجاوزات وفضح المتسترين خلف حصانتهم سواء في الماضي أو الحاضر، خصوصاً أن هناك من بدأ الهجوم على أي خطوة إصلاحية قبل حتى أن ينتظر بدء أعمالها، بل إن هناك من أصيب «بأم ركب» وأصبح يتقول ويثير الشكوك ويسعى جاهدا للاحتماء خلف اتهام الآخرين. والأسئلة التي تطرح نفسها في هذه الأجواء: إلى متى نستمر في دوامة حلقة مستديرة وأزمة تلد أخرى؟ وإلى متى الهجوم على أي شخص إصلاحي يسعى جاهدا لإعادة الأمور لنصابها؟ وإلى متى سياسة الصوت العالي حاضرة وكأن الصراخ هو من يداوي علاج أمراض الفساد المتفشية؟ والى متى يقتصر المشهد على بعض مدعي الإصلاح ومن يتسابقون للفت الأنظار؟ ولكن ورغم كل هذه المحاولات فإن هناك من سيعانون آلام البطن خلال المرحلة المقبلة في ظل وجود معلومات ضد ثلة من المفسدين والفاسدين، خصوصاً أن حجم الملفات التي سيتم إعادة النظر فيها ليس بالأمر القليل، بل ستشمل أفواجاً وجموعاً لاسترداد الأموال المنهوبة بغير وجه حق لوضع النقاط على الحروف. إن العمل الإصلاحي لن تُجنى ثماره إلا من خلال أشخاص صادقين، أهدافهم واضحة ولا يتسترون خلف متنفذين أو أقنعة أصبحت تتساقط بين الحين والآخر، فمن يرد تعديل أوضاعنا المقلوبة لا يقم بتضليل الحقيقة، ولا يسع لعرقلة الجهود التي من شأنها أن تقفز بنا من واقع مؤلم إلى مستقبل مزدهر، خصوصاً أن مرحلة المخاض التي يعانيها بعض الذين يعانون مشكلة «الشخصنة» هي من أسهمت في تعطيل المسار، وعلى رأسهم مدعو المبادئ بشعاراتهم الرنانة وهم في حقيقة الحال غير ذلك.إن أحداث الأفلام التي نشاهدها كل يوم أصبحت بلا طعم ولا لون ولا أبطال سوى ممثلين يحاولون إجادة الدور المطلوب منهم، فالصوت العالي الذي يعتقد بعض الكومبارسات أنه الطريق الوحيد لتحقيق مآربهم لن يفلح في كل مرة، لأن الرهان عليهم أصبحت خسارته كبيرة ونتائجه وخيمة والشعب هو من يدفع الثمن، وعلى هؤلاء إغلاق أفواههم النتنة وترك الساحة لمن هم أهل لها من الذين يعملون بصمت لتحقيق نتائج ملموسة.
مقالات - اضافات
شوشرة: شخصنة
10-12-2021