إعادة تدوير المعارضة بصناعة حكومية
![ناصر الجعفري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/814_1708624898.jpg)
وعلى الجانب الآخر من المعارضة الحرة نجد أنهم ليسوا على وفاق دائم، فكلهم يقيس من وجهة نظره الشخصية القضايا والأمور السياسية، ولا يبالي بالقياس والتوجه العام لمجموعة المعارضة، وغالباً ما يشق صفوفها هذا الفعل. وبتحليل فعلي وزمني لردة الفعل الأخيرة من الحكومة لتقليل كتلة المعارضين اتجهت لنهج اتخذته طيلة السنوات الماضية بطريقة قانونية ودستورية في شل تجمع قوى المعارضة، وتستخدمه متى استشعرت بالخوف والقلق من تكاتف وتوحيد صفوف المعارضة بكل أطيافها، وهو تغيير نظام التصويت الانتخابي لصوتين، وبعدها لأربعة أصوات، وأخيراً للصوت الواحد، وهنا تحتاج المعارضة على الأقل ثلاثة فصول تشريعية لانعقاد المجلس حتى تتمكن من هذا التكتيك، وتكون لها أغلبية فيه وعلى أرض الواقع حتى تنجح بعد جهود من هذا التكتيك. لذلك نرى الآن أنه يتم طرح قانون تعديل الدوائر الانتخابية إلى عشر دوائر، مما يخدم الطرف الحكومي والموالي لها، وبمرور هذا الاقتراح تكون الحكومة في السنوات الأولى من تطبيقه بحالة اطمئنان، وتتحكم في قيادة المشهد السياسي تحت قبة عبدالله السالم، ونعود إلى حال "كأنك يا بو زيد ماغزيت"، وهذه حالنا في مشهد مبهر للحكومة بتحقيق نجاح يحسب لها، بتشتيت أصوات الناخبين المؤيدين للمعارضة، وإشغال المعارضة بنفسها، ونحن كمواطنين نعيش في ديموقراطية نفتخر ونتباهى بها بالخارج، وهي في الداخل مسرحية بفصول مختلفة دائماً يدفع فاتورتها المواطن.