مفاوضات فيينا تُستأنف تحت ضغط اقتصادي وعسكري

● واشنطن تتجه إلى تشديد العقوبات و«البنتاغون» تستعرض الخيارات العسكرية
● الطيران الإسرائيلي يحاكي ضرب إيران... ومالي يجري محادثة بناءة مع الخليج

نشر في 10-12-2021
آخر تحديث 10-12-2021 | 00:05
مقاتلتان إسرائيليتان من طراز F35 خلال طلعة جوية في 2020
مقاتلتان إسرائيليتان من طراز F35 خلال طلعة جوية في 2020
برزت ضغوط اقتصادية وعسكرية أميركية إسرائيلية بالتزامن مع استئناف الجولة السابعة من المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «4+1» في فيينا أمس، في حين وصف المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني روبرت مالي مباحثاته، التي اختتمها عشية اجتماع فيينا بـ«البناءة».
بعد توقف دام 5 أيام، طلبتها الدول الغربية للتشاور إثر تقديم وفد إيران مقترحات وصفها الأوروبيون والأميركيون بأنها تقوض مبدأ التفاوض، وتحمل تراجعاً كبيراً عما تم الاتفاق عليه في الجولات الست السابقة، استؤنفت، أمس، في فيينا الجولة السابعة من المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، بين طهران والقوى الكبرى، في حين طفت تقارير عن اتجاه واشنطن لتشديد ضغوطها الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية بالتزامن مع إجراء سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات تحاكي توجيه ضربة لمنشآتها الذرية.

وشددت الإدارة الأميركية، ليل الأربعاء ـ الخميس، على أن المباحثات ستشكل اختباراً لمدى جدية طهران، والتزامها بتحقيق تقدم فعلي على طاولة التفاوض.

ونبهت إلى أنها قد تشكل «فرصة أخيرة» أمامها لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عام 2018.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في إفادة إن بلاده ستكون قادرة على الحكم سريعاً على ما إذا كانت إيران راغبة فعلاً في التفاوض بجدية وحسن نية. وأعرب عن اعتقاده بأن «العودة المتبادلة» من الولايات المتحدة وإيران للامتثال للاتفاق النووي «أمر ممكن».

تشديد وحصار

ومع بروز بوادر غير مشجعة على تحقيق الجولة الجديدة من المحادثات، في العاصمة النمساوية، نتائج إيجابية، أفادت تقارير بأن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه إلى تشديد تطبيق العقوبات على إيران.

وأكد مسؤولون مطلعون، أن الوفد الأميركي سيزيد الضغط الاقتصادي في فيينا، مع تعثر الجهود الدبلوماسية لاستعادة اتفاق 2015، المقيد لطموح طهران النووي.

وأوضح مسؤولون كبار في وزارة الخارجية والخزانة الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة ستحذر عدداً من الشركات والبنوك الخاصة التي تتعامل مع طهران، بصفقات كبيرة.

وأشاروا إلى أنه في حال لم يحصل تقدم في المحادثات النووية، فإن وفداً أميركياً رفيعاً سيزور عدداً من الدول من أجل تشديد الضغط الاقتصادي على إيران، وشل قدرتها على التهرب من العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة ترامب سابقاً.

وتشمل الزيارات، التي ترمي لتشديد الحصار الاقتصادي على السلطات الإيرانية، ماليزيا وتركيا والإمارات والصين، الشريك التجاري الأول لطهران.

خيارات عسكرية

في موازاة ذلك، كشف مسؤول أميركي رفيع عن خطط جهزتها وزارة الدفاع «البنتاغون» للتعامل مع إيران، في حال فشلت المفاوضات، تتضمن تنفيذ ضربات على المنشآت النووية في البلاد كخيار أخير.

وأوضح المسؤول الأميركي مشترطاً عدم الكشف عن هويته، بحسب ما أفادت وكالة «رويترز»، أن محادثات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، التي بدأت أمس في واشنطن، ستتناول الخيارات المطروحة في التعامل مع طهران، في أعقاب إفادة قدمها القادة في «البنتاغون» لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن طهران من صنع سلاح ذري.

وقال: «نحن في هذا المأزق لأن برنامج إيران النووي يتطور إلى نقطة» يتجاوزها أي أساس منطقي معهود»، معرباً في الوقت نفسه عن أمل في نجاح مباحثات فيينا. وفي حين امتنع المسؤول الأميركي عن كشف تفاصيل «الخيارات العسكرية المحتملة»، نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، جيسيكا ماكنولتي، لـ»سكاي نيوز»، صحة تقارير «رويترز» عن أن المباحثات الأميركية الإسرائيلية ستناقش تدريبات عسكرية محتملة لتدمير منشآت نووية داخل إيران، إذا ما فشلت الدبلوماسية.

وقالت ماكنولتي، إن «الولايات المتحدة تقوم في شكل روتيني بمناورات عسكرية مع إسرائيل لمواجهة التهديدات في المنطقة».

محاكاة إسرائيلية

في موازاة ذلك، كشفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية «كان»، أن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لإجراء مناورات جوية واسعة تحاكي هجوماً ضد إيران وبرنامجها النووي.

وقالت الهيئة العبرية إن «سلاح الجو الإسرائيلي يستعد في الوقت الحالي لمناورات واسعة ومكثفة سيتم خلالها تدريب عشرات الطائرات المقاتلة من طراز F15 و F16 و F35 وطائرات الاستخبارات ناخشون، على مهاجمة إيران من خلال الطيران لمسافة تزيد عن ألف كيلومتر».

وأضافت: «ستجرى المناورات الكبيرة فوق البحر الأبيض المتوسط، في الربيع المقبل».

وأشارت إلى أن «ذلك سيكون ضمن الرسائل العلنية التي ترسلها إسرائيل إلى العالم وإيران».

عبداللهيان وبوريل

في المقابل، وعد وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، خلال اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ومنسق محادثات فيينا جوزيب بوريل، بـ»إبقاء الفريق الإيراني المفاوض» المدة اللازمة للتوصل إلى اتفاق».

ووصف عبداللهيان التعاطي بين أطراف الحوار في فيينا بأنه مفيد، مؤكداً حسن نوايا بلاده وجديتها في التوصل إلى «اتفاق جيد»، لكنه انتقد في الوقت نفسه «مواقف وبيان الدول الأوروبية»، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي عبرت عن «مواقف سياسية سلبية» بعد رفضها لمطالب طهران الأخيرة بشأن رفع العقوبات وإعادة القيود والتفتيش على المنشآت الإيرانية. وحذر من أن «المواقف غير بناءة ستساهم في تعقيد الأوضاع وتأخير التوصل لاتفاق». وعشية استئناف الجولة السابعة، شهدت فيينا اجتماعات ثنائية بين عدد من أطراف الاتفاق النووي، في مقر المحادثات بقصر كوبورج، وأخرى بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع المدير العام للوكالة رافائيل غروسي لخلق أرضية مشتركة للدفع بالمفاوضات قدماً.

مشاورات خليجية

وفي وقت سابق، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، إنه اختتم «محادثة بناءة أخرى مع شركاء دول مجلس التعاون الخليجي» قبيل توجه إلى فيينا للمشاركة في المباحثات بشكل غير مباشر.

وأضاف مالي عبر «تويتر»: «نظل متوحدين حول دعوتنا للعودة السريعة إلى الامتثال المتبادل للاتفاق النووي»، مشيراً إلى أن «هذا هو السبيل الأفضل لتعزيز العلاقات الاقتصادية الإقليمية وتجنب الأزمة النووية. سوف نظل في تشاور وثيق».

back to top