أقام بيت السرد في رابطة الأدباء الكويتيين جلسته الافتتاحية باستضافة الروائية بثينة العيسى، وتنظيم حوار مفتوح معها عن روايتها "السندباد الأعمى"، وأدار الحوار الروائي عبدالوهاب سليمان، الذي تطرق إلى عدة محاور.

وقد تحدثت العيسى عن الخصوصية التي تميزت بها "السندباد الأعمى"، وقالت: "كل تجربة تصبح دوافعها وأدواتها مختلفة. أعتقد أن الرواية كانت مختلفة في الجانبين، فعادة أنا أبدأ الرواية بسؤال ماذا لو حدث كذا وكذا؟ وفي هذه الرواية لم تكن الفرضية الروائية حاضرة بقدر ما كنت أرى المشاهد، وكانت تلك المشاهد تلح عليَّ بشكل غريب، حتى أثناء كاتبة رواية (حارس سطح العالم) توقفت في بعض الأيام عن كتابتها، لكي أدون هذه الصور التي لا أعرف أن أصنع منها حتى صياغة، ولا أعرف علاقتها ببعضها البعض".

Ad

وأضافت أن الدافع عنوانه العريض الفضول: "أنا دائما أكتب، ولا أعرف ماذا سيحدث، وما الذي أريد قوله، لكن أكتشف هذا الأمر أثناء الكتابة، وعلى مستوى الأدوات أعتقد أنني استخدمت تقنيات لأول مرة".

الشخصيات

وعن الشخصيات، قالت العيسى: "من يكتب الحكاية يعرف أن الشخصيات تبدأ دائما مسطحة، ولا يوجد فيها العمق النفسي والتراجيدي والتعقيد، لكن تكتسب التعقيد إذا وضعتها في حكاية، وجعلت الأشياء تحدث لها. تبدأ هذه الشخصيات تكتنز، فأنت تعود دائما إلى مكان ما تعتقد أنك انتهيت من كتابته، وتكون في مستويات مختلفة من الكتابة، هذا الشيء هو الذي يجعل الشخصيات تأخذ هذا الزخم".

وتابعت: "بالنسبة لي أحب الرواية التي تجعل القارئ يتعاطف مع الجميع، وربما أيضا يكره الجميع. أعتقد أن أجمل إمكانيات الفن عموما هو الأدب، بصفته أحد هذه الفنون، هو هدم المنطق الثنائي، وإرباك القارئ، وأحيانا تعطيل قدرته على إطلاق حكم. الشخصيات طبعا تأتي استجابة لضرورة، فأنت ببساطة تحتاج مثلا إلى ثلاث شخصيات أساسية، وتحتاج أيضا من ست إلى سبع شخصيات أخرى تحيط بها وتصنع بينها هذه الحالة الديناميكية التي تجعلها تبث فيها الروح".

التقديم الزمني

وعن طريقة توظيفها إحدى التقنيات التي استخدمتها، وهي تقنية "Flash Forward – التقديم الزمني"، أوضحت أنها أول مرة تستخدمها، لكن تحب قراءتها في روايات الماركيز، ويزابيل الليندي، و«أنا مغرمة بأدب أميركا اللاتينية".

ولفتت إلى أنها تعشق القراءة عن هذه التقنية، لكنها لم تجرؤ على توظيفها، "في هذه الرواية، لسبب ما، شعرت أنها تستطيع، ووصفت العمل بأنه مكثف، وأن هذه التقنية تحديدا تختصر عليها صفحات كثيرة".

من جانب آخر، تحدثت العيسى عن عنوان الرواية، وذكرت أنه عادة يأتي معها في نص الكتابة، وأن عنوان الرواية الأول كان "القنطرة". وقالت إن أومبيرتو إكو ذكر أن العنوان مأزق، لأنه دائما له حمولة دلالية، وهي لا تريد أن توجه القارئ.

ولفتت إلى أنها لا تتخيل أن أحداً من هؤلاء سيسأل نفسه: ما هي الهوية؟ وعلقت: "الهوية هي مأزقنا نحن في زمن اللايقين. عندما قرأت (أبناء السندباد) وأنا أكتبها، وتحديدا مع وصولي إلى الفصول الأخيرة، قررت أن اسميها (السندباد). أما فكرة الأعمى فكانت واضحة، لأنني لا أعتقد أن أحداً في الرواية رأى الآخر".

فضة المعيلي