بعد انفراجة نسبية في الأزمة اللبنانية- الخليجية، والاتصال الثلاثي بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، زار الأخير القاهرة أمس، والتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي أكد له حرص مصر على استقرار لبنان، وتجنيبه مخاطر الصراعات في المنطقة.واستقبل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي نظيره اللبناني في مطار القاهرة الدولي، وتوجها معا إلى مقر الرئاسة المصرية، حيث تناول اللقاء مع السيسي استعراض مستجدات المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، ومناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية.
الرئيس السيسي أكد الاعتزاز بعمق العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على سلامة أمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية، وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق.من جهته، أشاد رئيس الوزراء اللبناني بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الصعد، في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي، كاشفا عن تقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل.وأوضحت مصادر مصرية رفيعة المستوى، أن زيارة ميقاتي تناولت ملف وصول الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية، باعتبار أن الغاز المصري سيكون كلمة السر في حل أزمة الكهرباء المزمنة في لبنان، إذ أعربت القاهرة عن انتهاء تجهيزات الغاز بداية من الربع الأول من العام المقبل.
إشادة بالجامعة
إلى ذلك، التقى ميقاتي بالأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، في مقر الجامعة، وأشاد بـ "الدور الذي تقوم به الجامعة من أجل تقريب وجهات النظر بين لبنان وباقي الدول العربية". وقال ميقاتي: "نحن نتطلع إلى التواصل دائما مع الجامعة العربية البيت الكبير، لكي نتصالح مع بعضنا البعض، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وعلينا أن نكون يدا واحدة، لأن يد الله مع الجماعة".وبحسب مصدر في الجامعة، فقد أكد أبوالغيط على الثقة بقدرة الرئيس ميقاتي على إدارة الإصلاحات المأمولة، لما يتمتع به من حكمة وشبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية، لافتا إلى أن تحقيق التوافق الداخلي، وإن كان مهما من أجل المضي قدما في طريق الإصلاحات لاستعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني، إلا أنه لا ينبغي أن يكون نافذة لتعطيل الإجراءات الإصلاحية التي يطالب بها المجتمع اللبناني والدولي. وشدد الأمين العام على أن تعزيز علاقات لبنان بمحيطه العربي يشكل جانبا مهما من تجاوز التحديات التي تواجه البلاد، معربا عن ارتياحه للتطورات الإيجابية الأخيرة التي أسهمت في حلحلة الأزمة مع السعودية والدول الخليجية الأخرى. وناشد كل الأطراف العربية، على وجه الخصوص، الوقوف إلى جوار لبنان في هذه المرحلة الدقيقة.ملف الإعمار
في غضون ذلك، استقبل الرئيس السيسي وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في مقر الرئاسة المصرية بالقاهرة أمس، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات المصرية العامة عباس كامل، والسفيرة الإسرائيلية بالقاهرة أميرة أورون، في لقاء بحث مطالب الفصائل الفلسطينية لضمان استمرار التهدئة في قطاع غزة.وقال لابيد، إنه ناقش مع الرئيس المصري محاولات إيران لأن تصبح دولة نووية، وملف مواجهة الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، فضلا عن عرضه على الجانب المصري خطة اقتصادية وأمنية بشأن غزة. وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ "الجريدة"، إن الجانب المصري أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي، ضرورة البدء في إعادة إعمار غزة في أقرب فرصة، وحذرت القاهرة من تبعات المماطلة في هذا الملف، خاصة أن الفصائل أبلغت القاهرة غضبها من تأخر البدء في الإعمار.