ثمّن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أمس، جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والمساعي المستمرة لتعزيز أطر التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون، والدول العربية كافة، ولبنان من ضمنها.

وقال ميقاتي، في تغريدة على «تويتر»، إنه «يقدر التأكيد الثابت خلال الجولة على دعم لبنان واللبنانيين، وأن يكون منطلقا لخير الدول العربية».

Ad

الى ذلك، أكد ميقاتي خلال لقائه مع مفتي الجمهورية، الشيخ عبداللطيف دريان، أمس، أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، مشيرا إلى أن لبنان سيتجاوز الأزمة التي يمرّ بها بتضامن جميع أبنائه.

وحسب بيان صادر عن ميقاتي، فقد بحث مع دريان «مختلف القضايا على الساحة اللبنانية والحرص على العلاقة مع الدول العربية، وخاصة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون».

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وفق القانون النسبي والصوت التفضيلي، ولم يحسم بعد موعدها بانتظار أن يبتّ المجلس الدستوري الطعن المقدم من تكتل «لبنان القوي» النيابي حول تعديلات قانون الانتخاب التي أقرها المجلس النيابي أخيرا. ويتمحور الطعن حول إقرار تقديم موعد الانتخابات من الثامن مايو إلى 27 مارس المقبلين، إضافة إلى اقتراع المغتربين لـ 128 نائباً، الأمر الذي يتعارض مع القانون الانتخابي الذي كان قد خصّهم بـ 6 نواب يمثلون كل الطوائف.

وأبدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بعد اجتماعه، أمس، قلقه جراء «مواصلة السير في طريق مسدود وبعيون مغلقة، فالحكومة تتألف ولا تجتمع، ومجلس النواب يشرّع ولا من ينفّذ، والقضاء يحقق ولا يحكم، والإدارات تدرس ولا تقرّر، والعملة تنهار ولا مَن يحاسب، وصرخات الجوع ترتفع ولا من يسمع أو يرتدع». ورأى المجلس أن «تصحيح صورة لبنان عربياً ودولياً تبدأ بتصحيح صورته الداخلية وطنياً، بحيث تستعيد الدولة سيادتها على قراراتها، وعلى ذاتها، وعلى أراضيها، أمنياً وسياسياً. وأن تستعيد هويتها العربية ودورها في الأسرة العربية، حيث لا تسمح ولا تسكت عن أي تواطؤ أو طعن لأي من الأشقاء في الظهر لحسابات ومصالح جهات خارجية أياً كانت».

وأكد المجلس «دعمه ووقوفه الى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يعمل جاهدا للخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان في علاقاته مع أشقائه العرب وخاصة السعودية ودول مجلس التعاون، ويتوسم خيرا بنتائج المباحثات الفرنسية - السعودية فيما يتعلق بلبنان والعلاقة التي تربطه بالمملكة والمساعي الطيبة التي قام ويقوم بها الرئيس ميقاتي لعودة العلاقات الأخوية بين لبنان والسعودية الى طبيعتها وتعزيزها، والعمل معا لترسيخها بين البلدين الشقيقين، والتشدد من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة والقضائية في مكافحة آفة المخدرات، ومنع تهريبها الى الدول الشقيقة والصديقة». وأكد «الشرعي» أن «الدول العربية ومجلس التعاون هما صمام أمان لعروبة لبنان وسيادته وحريته، واحتضانهم له يؤكد عودة لبنان الى عمقه العربي والالتزام قولا وفعلا بتنفيذ كل بنود اتفاق الطائف. فلبنان بلد عربي ولا شيء غير ذلك، وهو جزء لا ينفصم عن مساحة الوطن العربي الكبير».

وتمنى المجلس الشرعي على ميقاتي توجيه دعوة لانعقاد جلسة لمجلس الوزراء «في الوقت الذي يراه مناسبا لمعالجة كل الأزمات المتنوعة التي يمرّ بها لبنان داخليا وخارجياً».