ضاعفت الأعاصير العاتية التي خلّفت عشرات القتلى والمفقودين ودماراً غير مسبوق في 6 ولايات أميركية المخاوف من التغير المناخي الذي يعتقد علماء أنه وراء الظواهر المناخية المتطرفة المتزايدة حول العالم.

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، في كلمة أمس الأول، أن التغير المناخي يجعل الطقس «أكثر حدة»، من دون أن يحدد الصلة المباشرة بين تغيّر المناخ والكارثة التي حلّت بالبلاد بدءا من مساء الجمعة.

Ad

وقال إن «الحقيقة هي أننا جميعا نعلم بأن كل شيء يكون أكثر حدة عندما يكون المناخ دافئاً، كل شيء».

وأدت الأعاصير إلى هدم منازل وتسوية مباني شركات بالأرض وخلّفت 83 قتيلاً على الأقل وعشرات المفقودين وأضراراً كبرى بالولايات الست الواقعة في الغرب الأوسط والجنوب.

ووسط الدمار، عملت أجهزة الإغاثة الأميركية بشكل حثيث، أمس، بحثاً عن ناجين محتملين من موجة الأعاصير، التي قطع أحدها أكثر من 200 ميل.

ووصف بايدن العواصف بأنها «إحدى أكبر» العواصف في التاريخ الأميركي، وقال متأثراً في تعليقات متلفزة: «إنها مأساة تفوق التصوّر، ولا زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار»، متعهداً بتقديم الدعم لولايات كنتاكي وإيلينوي وتينيسي وأركسناو وميزوري ومسيسيبي؛ المتضررة بشدة.

وفي ولاية كنتاكي وحدها، قتل أكثر من 70 شخصاً معظمهم عاملون في مصنع شمع، فيما قتل 13 على الأقل في ولايات أخرى. وقضى 6 أشخاص على الأقل في إيلينوي؛ جراء انهيار مستودع لشركة أمازون كان داخله نحو مئة موظف.

وقتل 4 أشخاص في ولاية تينيسي وشخصان في أركسناو، وشخص واحد على الأقل في ميزوري، حسب مسؤولين ووسائل إعلام محلية.

وقال حاكم كنتاكي إندي بيشير: «هذا أسوأ حدث والأكثر تدميراً والإعصار الذي يحصد أكبر عدد ضحايا في تاريخ كنتاكي»، مضيفاً أنه يتخوف من أن الحصيلة قد تكون أكثر من 100 قتيل.

وأضاف بيشير، الذي أعلن حالة الطوارئ في الولاية أن «هذا الدمار لا يشبه أي شيء شهدته في حياتي، يتعذر عليّ إيجاد الكلمات لوصفه»، مؤكداً أن الإعصار الذي ضرب كنتاكي قطع على الأرض أكثر من 200 ميل (320 كلم)، وهي إحدى أطول المسافات منذ بدء تسجيل مسار الأعاصير.

وكان أطول إعصار أميركي تم تتبعه هو عاصفة امتدت 219 ميلاً في ولاية ميسوري عام 1925، وحصدت أرواح 695 شخصًا.

ووصف مسؤولو بلدة مايفيلد الصغيرة بأنها «مدمرة» مع انهيار منازل ومبان تاريخية وسقوط غصون الأشجار وانقلاب سيارات في الحقول. وقال بيشير إن حوالى 110 أشخاص كانوا يعملون في مصنع الشمع حين ضربت العاصفة وتسببت بسقوط السقف. وأوضح أنه تم إنقاذ 40 شخصا، لكنها «ستكون معجزة إذا تم العثور على ناجين».

وأظهرت صور وفيديوهات على مواقع التواصل مباني دمرتها العاصفة فيما تناثرت قضبان حديد ملتوية وأشجار مقتلعة وحجارة في الشوارع، تاركة وراءها واجهات منازل مدمرة.

وقال حاكم إيلينوي، جي بي برايتزر «صلواتي لأهالي إدواردسفيل هذه الليلة، وشرطة الولاية ووكالة إدارة الكوارث في إيلينوي تنسقان عن كثب مع المسؤولين المحليين، وسأواصل مراقبة الوضع».

وألحقت الأعاصير الدمار بالولايات، وتركت الآلاف من دون كهرباء، وتعتبر هذه الأحدث ضمن سلسلة كوارث طبيعية تضرب الولايات المتحدة، التي عانت بالفعل هذا العام عواصف مدمرة وفيضانات شديدة وحرائق غابات ضخمة.