نقطة : لا تشاور ولا تحاور
مهما حاولت سموك واستقبلت وحاورت فلن تصل إلى نتيجة ترضي أحداً، والاستجوابات قادمة والاصطفافات عائدة لإسقاط وزرائك المنتظرين، واحداً تلو الآخر، تمهيداً لإسقاط حكومتك الغراء، ورحيلك أسوة بمن سبقوك، ولا تصدق كلاماً من قبيل "نريد رجال دولة ونرفض المحاصصة"، فغالباً مَن يقول مثل هذا الكلام لا يعرف الصفات المطلوبة في رجل الدولة، إنما هو معجب بالمصطلح فقط، وهو أول مَن سيطالب بحصته في حكومتك أو أي كيكة أخرى.خصومك أغلبية نواب لا يعرفون ماذا يريدون، إلا أنهم سريعو الاتفاق على ما لا يريدون، فهم أقل من تقديم أفكار واقتراحات وقوانين تفيد البلاد والعباد، اللهم إلا توزيع الأموال والهبات والأرباح، لكنهم شطار جداً في تضخيم المخالفات والأخطاء وتقديم الاستجوابات، ثم التنسيق فيما بينهم لالتهام الوزراء ممن لا تحميهم قبيلة أو طائفة أو فساد ينفعهم، ثم اقتناص البطولات الجوفاء بعد استقالة معالي الوزير المعهودة.
ممثلو الشعب اليوم يعوّضون ضعف إمكانياتهم الفكرية والسياسية بالصراخ والهروب للأمام، هذا لو أحسنّا الظن بأغلبهم ولم نفكر بشيخ وراء هذا وآخر خلف ذاك، ويستغلون حنق الناس من سوء الخدمات الحكومية التي يساهمون هم أصلاً في تخريبها أكثر من خلال تدخلهم العشوائي بالواسطات والترقيات والتعيينات، ثم يقتاتون بعد ذلك على شعارات ومصطلحات ومزايدات أكل الدهر عليها وشرب، ونام ربما منذ سقوط جدار برلين، لأنهم عاجزون أساساً عن غير ذلك، أما قصة الفساد والحرامية فهي لا تجمعهم بقدر ما تعبّر عن طموحاتهم وحسدهم للحرامي الذي لن يهتموا لأمره إذا ما كان قريباً منهم، وما لم يتم تحسين مستوى الخدمات الحكومية وحل المشكلات العالقة الماسة بجودة معيشة وحياة المواطن العادي، وبلا سبب حقيقي أو مقنع، فسيظل الحنق مستقراً في النفوس وعرضة لاستغلاله دائماً من قبل الانتهازيين والفاسدين مدعي الصلاح والإصلاح، وستستمر الساقية تدور وتأتي بنفس الماء، فلا تستعجل سموك ولا تفرح بالحكومة، فالاستجواب باجر.