العراق: تغييرات قيادية في «الأمن الوطني»
برهم صالح ينتقد «التجاوز على الدولة» والكاظمي يحتفي بإرث الجلبي
أعلن رئيس جهاز الأمن الوطني في العراق، حميد الشطري، إجراء تغييرات جوهرية في مواقع قيادية ومتقدمة بالجهاز «استناداً إلى تقديرات تتعلق بحجب التحديات التي يتعرض لها العراق والأمن الوطني العراقي»، مشيرا الى إحالة موظفين الى القضاء. وبينما عقد اجتماع عسكري رفيع بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية في منطقة مخمور، التي تشهد فراغاً أمنياً سمح لتنظيم داعش بإعادة تنظيم صفوفه لشنّ هجمات، دعا الرئيس العراقي برهم صالح في مقال نشره بمناسبة «مئوية الدولة العراقية» الى «تشكيل حكومة جديدة مُقتدرة»، و»الانطلاق نحو عقد سياسي واجتماعي جديد ضامن للسلم الأهلي، ترسيخا للحكم الرشيد، يقوم على مراجعة موضوعية لأخطاء وتجارب الماضي». وأشار صالح الى استمرار الخلافات الكردية - العراقية، داعياً الى حوار وطني «يضمن شراكة حقيقية عبر حلول حاسمة تخدم جميع العراقيين»، كما أشاد باحتكام العراقيين الى انتخابات، مشددا على ضرورة عدم تجاهل تراجع الإقبال على التصويت.ورأى أن «أحد المآخذ على تاريخ العراق المعاصر، عدم استفادته من موقعه الجغرافي في قلب المنطقة، فانسحبت أزماته الداخلية نحو تأزيم المنطقة بحروب ونزاعات عبثية مع الجيران، وأدت إلى انهيار المنظومة الإقليمية، وسيطرت عليها الاستقطابات والانقسامات التي لم تجلب السلام المنشود، والكل بات متضررا، ولا فائز فيها»، داعيا الى «تعزيز السياسة الخارجية المرتكزة بالنأي عن سياسة المحاور والصراعات، وبناء علاقات متوازنة مع الجميع وإنهاء تنافسات الآخرين على أرضه». واعتبر أن «التجاوز على الدولة وانتهاك سيادتها واستباحة هيبتها هو مبعث مشاكل العراق، بل المنطقة».
من ناحيته، زار رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس، دار الكتب والوثائق في العاصمة بغداد، وافتتح قاعة السياسي الراحل أحمد الجلبي.وأشاد الكاظمي بذكرى الراحل الجلبي، واصفاً إياه بـ «الشخصية الوطنية التي ساهمت في رسم ملامح العراق الديموقراطي بعد سقوط الدكتاتورية، مثلما كان مثقفاً محبّاً لبلده وحالماً بعراق مزدهر».وأضاف أن «من المهم اليوم العمل على تأسيس رؤية وطنية جديدة عن طريق الثقافة والاهتمام بها»، مبينا أنه «لو كان الراحل الجلبي حاضراً لشهد محاولات الحكومة ببناء هذه المرحلة الجديدة ومضيّها في طريق الإصلاح، وتبنّيها ورقة الإصلاح الاقتصادي التي حظيت باهتمام وإشادة المجتمع الدولي بها».وتابع أن «العراق الذي احتفلنا بالأمس بمئويته، ما زال قائماً على قدميه، رغم كل التحديات، ويتطلب هذا مساعدة ومشاركة الجميع، فالعراق يستحق المزيد».