الإمارات وإسرائيل تعززان شراكتهما... وتباين حول إيران
وفد أميركي إلى أبوظبي لتشديد العقوبات على طهران... وموسكو تتوقع تقدماً في «فيينا»
تمخضت «الزيارة التاريخية» التي يقوم بها رئيس وزراء إسرائيل إلى الإمارات عن اتفاق لتوسيع الشراكة النوعية بينهما، وسط بوادر تباين بين البلدين حول إيران.
وسط ترقب لاحتمال دخول المنطقة بترتيبات جديدة رغم استمرار حالة الضبابية، التي تشهدها المفاوضات الدولية بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا، عقد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية محمد بن زايد مباحثات تاريخية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي وصل إلى الإمارات، أمس الأول، في زيارة علنية هي الأولى من نوعها لرئيس حكومة إسرائيلية منذ تطبيع العلاقات بين البلدين العام الماضي.وأعرب بن زايد، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، عن تطلعه بأن تسهم زيارته، في «دفع علاقات التعاون إلى مزيد من الخطوات الإيجابية لمصلحة شعبي البلدين والمنطقة».وقال بن زايد، إنه بحث مع بينيت، مسارات التعاون الثنائي وفرص تنميته في مختلف الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والتنموية، خصوصاً مجالات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والصحة، وغيرها من القطاعات الحيوية، التي تحظى باهتمام متبادل بما يحقق تطلعاتهما إلى آفاق أوسع من التعاون والعمل المشترك المثمر، في إطار «اتفاق السلام الإبراهيمي» الذي وقعه البلدان بوساطة أميركية.
وأضاف بن زايد، خلال اللقاء، أن «نهج الإمارات في علاقاتها الخارجية منذ تأسيسها يرتكز على مبادئ ثابتة من الاحترام المتبادل والتعاون وإرساء قيم التعايش والسلام، الذي يعد السبيل الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب»، مشيراً إلى أمله في أن يعم الاستقرار في الشرق الأوسط.ولفت إلى أن «المنطقة أرض السلام ومهد الديانات السماوية التي أشرقت على العالم كله بدعوة الخير والمحبة».من جانبه، أشاد بينيت بزيارته الأولى إلى الإمارات ولقائه بن زايد، مرحباً بمستوى التعاون بين البلدين والخطوات التي اتخذت انطلاقاً من «اتفاق السلام».وأكد الجانبان، في ختام اللقاء، مواصلة دعم علاقات التعاون الثنائي والعمل المشترك بما يعزز مصالحهما المتبادلة، ويسهم في ترسيخ الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة، مشيرين إلى أهمية توسعة الشراكات النوعية في المجالات الاستثمارية والاقتصادية التي تخدم أولويات التنمية المستدامة في البلدين والمنطقة جمعاء. وفي تصريحات منفصلة، قال بينيت، إن «اتفاقية السلام أسست بنية جديدة، وعميقة وراسخة للعلاقات والواقع الجديد الذي تشهده المنطقة ونحن نعمل معاً على ضمان مستقبل أفضل لأطفالنا».وأضاف في ختام حديثه، أن الرسالة «التي ألتمس توجيهها إلى قادة الإمارات وإلى المواطنين الإماراتيين أن الشراكة والصداقة بيننا طبيعيتان. نحن جيران وأبناء عم. إننا أحفاد سيدنا إبراهيم».
«الموضوع الإيراني»
وفي وقت بحثت قمة أبوظبي «الموضوع الإيراني»، رغم غيابه عن التصريحات الرسمية، في ظل التهديدات الإسرائيلية العلنية بالاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية ضد منشآت طهران النووية، تناول تحليل إخباري أعدته وكالة «رويترز» مساعي الإمارات لتجنيب المنطقة صراعاً عسكرياً جديداً بين الجمهورية الإسلامية من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى بهدف المحافظة على مصالحها. ونقلت «رويترز» عن المحلل السياسي المقرب من دوائر صنع القرار في الإمارات، عبدالخالق عبدالله قوله: «حان وقت التهدئة وليس التصعيد، إذا كان لدى إسرائيل الرغبة في التصعيد، فلن نشاركها».وبالتزامن مع بدء مسؤولة وزارة الخزانة الأميركية أندريا جاكي زيارة إلى الإمارات، ضمن وفد، لإجراء ما وصفته وزارة الخارجية بأنه مناقشات مع شركات القطاع الخاص والمؤسسات المالية التي «تيسر عدم امتثال التجارة الإيرانية» للعقوبات الأميركية، أشار عبدالله إلى أنه «لا توجد رغبة في الإمارات لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران، هذا واضح جداً».تفاؤل وتباين
إلى ذلك، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، عن اعتقاده بأن هناك أسباباً تدعو موسكو لتوقّع إحراز بعض التقدم في إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وزيادة فرص التوصل إلى تسوية، خلال الجولة السابعة من محادثات فيينا التي استؤنفت أخيراً بمشاركة طهران ومجموعة «4+1». وقال ريابكوف، إن فرص التوصل إلى تسوية للعودة للاتفاق النووي تزداد. واعتبر أن اقتراحات إيران «تعكس جدية طهران القصوى».وتابع: «روسيا توضح باستمرار خلال اتصالاتها مع الولايات المتحدة الأميركية أن تهديد إيران بالعقوبات أثناء عملية المفاوضات أمر غير مرغوب فيه».من جهته، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني، إن محادثات فيينا «إيجابية وتمضي إلى الأمام».ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن كبير المفاوضين قوله، إن طهران لم تتسلم حتى الآن «أي مقترح أو مبادرة من الطرف المقابل».وفي وقت تصر طهران على فصل مسارات التفاوض بشأن القضايا الإقليمية وتسلحها الباليستي، كشف خبير وصور التقطت بالأقمار الاصطناعية، أمس، أن إيران تستعد لإطلاق صاروخ فضائي من قاعدة الخميني، في وقت استعرضت تقارير إيرانية رسمية قائمة بالأقمار الاصطناعية المخطط إطلاقها.وفي حين تتباين وجهات النظر بشأن جدية وقابلية التهديدات الإسرائيلية بشن عمل عسكري لمنع إيران من تطوير سلاح ذري، أفاد تقرير عبري نقلاً عن مصادر مطلعة بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تشارك بشكل غير مباشر في مفاوضات فيينا، رفضت طلباً إسرائيلياً لتقديم موعد صفقة تزويد تل أبيب، بعدد من الطائرات العسكرية، على خلفية استعدادها لمهاجمة طهران.وذكرت المصادر، أن «الجيش الإسرائيلي، هو من طلب أخيراً من الجيش الأميركي، تزويده بطائرتين من نوع بوينغ Kc-46 التي يمكنها الطيران حتى 11 ألف كيلومتر، والبقاء في الجو نحو 12 ساعة».كما تعمل هذه الطائرات على تزويد العشرات من الطائرات الحربية المقاتلة بالوقود، غير أن طلب تسريع الصفقة التي من المقرر إتمامها بغضون 4 سنوات قوبل بالرفض.
واشنطن ترفض طلب تل أبيب تقديم موعد صفقة طائرات لضرب إيران