لبنان حقل اختبار للتطورات الإقليمية
مظلة مصرية - خليجية تقلق «حزب الله»... وقوى لبنانية تتقاطر على الرياض
في لبنان سباق بين وجهتَي نظر على وقع التطورات الإقليمية والدولية، الأولى ترى أن المنطقة قد تذهب إلى تصعيد يؤثر على الساحة اللبنانية، والثانية تعتبر أن مفاوضات فيينا والحراك الدبلوماسي الإقليمي مع ما يتضمنه من لقاءات خليجية ـ إيرانية ستكرس تهدئة إقليمية ومحلية. حتى الآن لا أحد يمتلك الجواب، لكن يتم تداول معلومات كثيرة في بيروت حول أن لبنان سيكون حقل الاختبار الأول لأي تطورات خارجية مقبلة.وقد برز الملف اللبناني متقدماً على مختلف الطاولات الإقليمية والدولية في الأيام الماضية، لا سيما بعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية، وبعدها خلال جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخليجية.
وما إن اختتم بن سلمان جولته حتى حطّ وزير الخارجية المصري سامح شكري في الرياض، فيما كان رئيس الحكومة اللبنانية قد زار العاصمة المصرية القاهرة والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتقول مصادر دبلوماسية عربية إن التنسيق بين مصر ودول الخليج يتناول ملفات متعددة؛ أبرزها تعزيز المواقف في ظل التفاوض الغربي مع إيران، إضافة إلى تشكيل مظلة عربية متجانسة ومتناسقة في مواقفها لحماية مصالح الدول العربية.وتضيف هذه المصادر أن هناك احتمالا أن يكون لبنان هو حقل الاختبار للمرحلة الجديدة في المنطقة، لا سيما في ظل تبلور صورة تشير إلى تشكل منظومة عربية - خليجية تكون مؤثرة في هذا المجال لتلبية جملة متطلبات عربية ودولية يجب على لبنان الالتزام بها للحصول على مساعدات. فتكون هذه المنظومة قادرة على تشكيل عناصر ضغط متعددة تدفع الدولة اللبنانية إلى الالتزام بالإصلاحات المطلوبة. لبنان الأكثر نضوجاً لذلك بسبب الاهتمام الدولي به، لا سيما مع الاهتمام الفاتيكاني الذي يتجلى بإعادة التحضير لعقد مؤتمر خاص بلبنان في شهر فبراير المقبل، تحت عنوان إعادة إحياء رسالة البابا يوحنا بولس الثاني الخاصة بلبنان.بلا شك أن حزب الله يتحسس إزاء هذه التطورات، وتشير مصادر متابعة إلى أن كلام نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، التصعيدي الذي قال فيه إن من لا يعجبه الوضع في لبنان فعليه أن يغادر، يندرج في هذا السياق، وكأنه يقول إنه على الرغم من كل هذه المساعي، فإنه لا شيء سيتغير في موازين القوى اللبنانية.ثمة فكرة تشير إلى ضرورة مواجهة اللبنانيين للاستسلام لطرح أن بلدهم أصبح في العصر الإيراني، مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لوسائل الحصول على مساعدات مالية، أو الوصول إلى اتفاق جدي مع صندوق النقد الدولي. هنا لا يمكن فصل زيارة الوزيرين السابقين (الاشتراكي) وائل أبوفاعور و(القواتي) ملحم الرياشي إلى السعودية، كمبعوثين وليد جنبلاط وسمير جعجع، إذ تشير مصادر متابعة إلى عقدهما لقاءات مع مسؤولين سعوديين جرى خلالها البحث في كيفية التنسيق للمرحلة المقبلة، والتحضير للانتخابات، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن السعودية تستعد لتوجيه المزيد من الدعوات لشخصيات لبنانية لزيارتها.