أجمل بقاع الوطن العربي، يُقيم على أرضه - منذ القدم - مجموعة من الطوائف الإسلامية، والمارونية، والروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، والسريان، والأرمن، واليهود، ولابد من الإشارة إلى أن الطوائف الإسلامية تتكون من السُنة، والشيعة، والدروز، والعلوية، والإسماعيلية... ومن الطبيعي أن هذه الطوائف قد ورثت عبر التاريخ، ما يجعلها على غير تواؤم مع بعضها البعض، مما يؤدي إلى مشاحنات تقود إلى قتالٍ دامٍ في بعض الأحيان... ولست هنا بصدد البحث عن المعارك والمواجهات الدامية، التي دارت بين اللبنانيين عبر تاريخهم القديم، ففي التاريخ الحديث ما يكفي من الأحداث الدامية التي جرت، حتى بعد أن أُعلنت القوانين، والتشريعات الدستورية، وأن لبنان عربي، نظامه ديموقراطي وشبه علماني. ومع ذلك، لم تنقطع المشاحنات الدينية، والطائفية، مما دفع بكل طائفة من الطوائف إلى أن تلجأ لحليفٍ قوي تحتمي به.

***

Ad

ويُفترض أن بوصلة السياسة اللبنانية كانت تتوجه إلى ما يتوافق مع إرضاء جميع هذه الطوائف، وهذا الأمر صعب التحقق، فضلاً عن أن معظم الساسة في لبنان - إلا ما ندر - قد ربطوا مصالحهم الشخصية مع دول أخرى، فجعلوا من وطنهم - الجميل - ساحةً للصراعات، والمؤامرات، وأحياناً لمعاركٍ يخدمون فيها ما تسعى إليه دول أخرى تريد أن تجعل من لبنان ساحة للمعارك.

***

* كانت بيروت المكان الأجمل لكل إنسانٍ عربي ضاقت في وجهه مساحة الحرية في وطنه... فكم من المبدعين العرب قد اتخذوا من لبنان وطناً لهم، فانطلقوا بإبداعاتهم التي أثرت حياتنا بالسياسة، والفكر، والأدب، والشعر، والفن... فأين لبنان الآن؟

***

* لك الله... أيها البلد الجميل... وتعساً لمن أوصلوك إلى ما وصلت إليه من الحزن! وتحديداً تلك الطغمة الفاسدة من السياسيين، لأنها عبثت، بأجمل بقاع الأرض العربية!

● د. نجم عبدالكريم