بمجرد قراءتي للمانشيت:

"هناك 36.000 مربي للماشية"...

Ad

وجدت نفسي أبحر في الخيال، لأصل إلى أستراليا، ثم نيوزيلندا، وعرجت على تركيا، وكذلك على دول أخرى نستورد منها ما نأكله من أنواع اللحوم.

إلى أن اكتشفت أن المانشيت يشير إلى مربي الماشية في الكويت… وباعتراف البعض أن الرقم الحقيقي لا يمكن أن يتجاوز 20.000، ولربما أقل من ذلك بكثير!

مهما حاولت أن تفكر في الموضوع، فلن تجد أعداداً من الماشية في الكويت تحتاج إلى هذا الكم الهائل من المربين للماشية، فلسنا نيوزيلندا ولا أستراليا أو أيرلندا أو حتى تركيا لكي يكون لدينا من يربي ماشية بهذا الكم الهائل، ولربما ما يحدث هو ناتج عن حرصنا الدائم على تحقيق الأمن الغذائي من جميع النواحي.

ذلك إلى أن تقرأ الآراء المطروحة، لتجد أن القصة كلها تدور حول ما يجنيه مربو الماشية الوهميون من أموال، من خلال حصولهم على أعلاف مدعومة، وبعد استلامها يبيعونها في السوق السوداء، لأنهم أصلاً لا يملكون أي مواشي، ووجدوا مصدر رزق إضافياً متيسراً، لأنه لا رقابة عليهم وعلى ماشيتهم التي لا وجود لها، ولربما استعملوا حيلاً لإيهام المراقبين بأنهم يمتلكون ماشية بجلب الحيوانات مؤقتاً وإعادتها بعد الكشف إلى مالكها الحقيقي!

لا ذمة ولا ضمير، وسوقهم السوداء مع الأسف رائجة ومربحة، وليس هناك من يحاسبهم. المطلوب الالتفات إلى هذه الظاهرة، لأنها اعتداء على المال العام، وإساءة لسمعة الأمناء من مربي الماشية، فلاحقوهم رجاءً.

● د. ناجي سعود الزيد