بعد عامين من الجائحة.. «الاكتئاب» تضاعف حول العالم
• %25 من المراهقين في إيطاليا يعانون من الاضطراب النفسي
• في فرنسا بلغت ضعف المستويات الطبيعية
• الإحساس باللانهاية للوباء يؤدي إلى الاكتئاب
لا يزال الذعر والقلق وحالات الوحدة والاكتئاب يتفشى مع استمرار الوباء، وسط شعور يزداد بأن حقبة كوفيد ستستمر لسنوات.وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن هناك حالة من الإرهاق والغضب في جميع أنحاء العالم بعد عامين من بدء انتشار فيروس كورونا المستجد.في إيطاليا، التي ضربها الفيروس بقسوة في وقت مبكر من الجائحة، تعد الحكومة باحتفالات «شبه طبيعية» في أعياد الميلاد دون الحاجة إلى الإغلاق.
ومع ذلك، فإن الحالة المزاجية للبلاد كئيبة.وقال رئيس نقابة علماء النفس الإيطالية، ديفيد لازاري، إن الدراسات الأخيرة في البلاد أظهرت أن حالات القلق والاكتئاب تضاعفت منذ أن بدأ الوباء.وأشار إلى أن تلك الحالات وصلت إلى 25 بالمئة بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً.وقال إن «واحد من أربعة معدل مرتفع للغاية».
آثار مدمرة
من جانبها، قالت عالمة الأوبئة الفرنسية التي تهتم بالأمراض العقلية، ماريا ملكيور، إنه المراهقين والشباب يجدون أنفسهم عالقون على شاشاتهم، وغالباً ما يكونون غير قادرين على المواعدة على مدار العامين الماضيين.وأضافت أن حالات الاكتئاب والقلق في فرنسا بلغت ضعف المستويات الطبيعية بما يتماشى مع النتائج الإيطالية وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.في وقت سابق من ديسمبر، حذر الجراح العام في الولايات المتحدة، فيفيك إتش مورثي، من أن الشباب يواجهون «آثاراً مدمرة» على الصحة العقلية نتيجة للتحديات التي يواجهها جيلهم، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا.في تقرير من 53 صفحة يشير الدكتور مورثي إلى أن الوباء أدى إلى زيادة مشاكل الصحة العقلية التي كانت منتشرة بالفعل بحلول ربيع عام 2020.كان الإحساس باللانهاية للوباء، المصحوب بضيق نفسي متزايد يؤدي إلى الاكتئاب، موضوعاً متكرراً في أكثر من عشرين مقابلة أجريتها صحيفة «نيويورك تايمز» في آسيا وأوروبا وأفريقيا والأميركتين. ولفتت الصحيفة إلى أن تضاؤل قدرة الناس على الصمود يشكل تحديات جديدة لقادة الدول لحماية شعوبها واقتصاداتها.فوضى
قالت ناتاليا شيشكوفا، وهي معلمة من موسكو «أعلم أن الأمر سيزداد سوءاً، ولن يتوقف، فالوباء سيستهلك حياة الناس أكثر».وأضافت «الأمر كله فوضى، مثل فيلم خيالي».وخلال الأشهر الأخيرة مع تطعيم ما يصل إلى 47 بالمئة من سكان العالم، تم إحراز تقدم في مكافحة الوباء بعد انخفاض عدد الوفيات على الرغم من أن أعداد الحالات ظلت مرتفعة، لكن الحياة لا تزال تبدو خارج السيطرة.حتى في الصين وهي مهد فيروس كورونا، مع عدم الإبلاغ عن وفيات كوفيد منذ يناير، يعترف البعض بالضجر من الإجراءات الصارمة التي تتبعها الدولة.وقال تشين جون، 29 عاماً، وهو عامل بشركة تكنولوجية في مدينة شينزين جنوب الصين، «لقد سئمت جداً من كل هذه الإجراءات الروتينية».في كينيا، مع انخفاض الإصابات خلال أكتوبر الماضي، رفع الرئيس أوهورو كينياتا حظر تجول طويل الأمد لتعود الحياة إلى البلاد، حيث أعيد فتح المسارح ودور الأوبرا وامتلأت الحانات والأماكن العامة.ولكن مع ظهور متحور أوميكرون الذي اكتشف للمرة الأولى بجنوب أفريقيا، أعلنت كينيا عنن خطط جديدة لمنع الأشخاص غير المحصنين من دخول المكاتب وحذرت من وضع قيود جديدة خلال موسم الأعياد.وقالت كوري مويندي، وهي أخصائية الاتصالات في نيروبي، إنها شعرت أن «الحرية تعود» بعد فترة طويلة عندما «كانت نهاية العالم تلوح في الأفق».لكن مويندي غير متيقنة من أن أملها بالحرية سيتحقق في وقت تعتبر فيه كل الخطط مؤقتة.المصدر: نيويورك تايمز