بمناسبة الذكرى السنوية الستين للعلاقات الكويتية الإيطالية، افتتح في دار الآثار الإسلامية بالمركز الأمريكاني الثقافي معرض «الفن الإسلامي من متحف بارجيلو بفلورنسا إلى الكويت»، تحت رعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، وسفارة إيطاليا بالكويت، وبحضور الأمين العام للمجلس الوطني كامل العبدالجليل، وسفير إيطاليا لدى الكويت كارلو بالدوتشي، والأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالمجلس د. تهاني العدواني، والأمين العام لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري.ويقدم المعرض مجموعة فنية منتقاة بدقة وبكل شغف بتعاون كويتي إيطالي، وبإشراف البروفيسور الإيطالي جيوفاني كيوراتولا، حيث تعكس المعروضات الثروة الفنية الحقيقية للفن الإسلامي، الذي يعد أيقونة عالمية للإبداع والجمال على مر العصور، والتي تعود إلى العصور الذهبية للإسلام وتتميز بدقتها الفنية، وبراعة هندستها، وحذاقة صناعها، وبهاء فنونها، وعبق تاريخها، ويستمر المعرض حتى 14 يناير 2022.
كنوز الفنون الإسلامية
بهذه المناسبة، قال العبدالجليل: «بوافر الاعتزاز والسرور يرحب المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بافتتاح المعرض، وتعتبر مجموعة مقتنيات الفن الإسلامي القيمة في متحف بارجيلو شهادة على العلاقات القديمة بين إيطاليا والعالم العربي، والمعرض يعزز ويدفع الجهود المتنامية للتطور والتوسع في العلاقات الثقافية والفنية والتراثية الوطيدة بين البلدين الصديقين، وقيام الكثير من الأعمال الثنائية الهادفة».وتابع: «يسعدنا وجود ولقاء الخبراء والمتخصصين في علم الآثار، وذوي الفهم العلمي في أصول ومصادر المقتنيات الثمينة من كنوز الفنون الإسلامية، التي تحيي صفحات منيرة من تاريخ النهضة والحضارة الإسلامية في عصورها المبكرة المزدهرة، ويقدم المعرض مجموعة مختارة ومميزة، تجسد نماذج لما يحتويه المتحفان من ثروة فنية إسلامية هائلة وقيمة ونادرة جدا».وبين أن المعروضات تتمتع بروعة الاتقان ومهارة الإبداع الفني والحرفي التي اكتست جمالا وبهاء، بينما زينت بها النقوش البديعة المطلية بالذهب والفضة، مضيفا أن المعرض يعبر عن صورة حية من صور عمق الصداقة والعلاقات بين الكويت وإيطاليا، التي التقت هذه المرة حول إحياء وعرض الفنون الإسلامية الباهرة، ودليل تاريخي شاهد على دور الحضارة الإسلامية في ركب الحياة الإنسانية.علاقات قوية
من جانبه، تحدث كارلو بالدوتشي عن العلاقات الإيطالية الكويتية، ووصفها بأنها علاقات قوية، حيث تجمع البلدين علاقة صداقة منذ زمن طويل، ثم تطرق إلى فكرة المعرض قائلا إن فكرة الاحتفال بستينية العلاقات الكويتية الإيطالية، من خلال خلق فرصة للتحاور على غرار الحوار بين المتحف الوطني بارجيلو ومجموعة الصباح، انبثقت من محادثتين لي في أبريل الماضي، الأولى مع المشرفة العامة على دار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم، والثانية بعد بضع ساعات مع البروفيسور جوفاني كوراترلا، وهو من كبار الخبراء في الفن الإسلامي على النطاق العالمي».وأردف: «عندما سألت الشيخة حصة عن طريقة الاحتفال بهذه اللحظة المهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وجهتني إلى المسلك الصحيح الذي ينبغي تطويره، ويتمثل في تثمين الحوار بين مجموعات الفن الإسلامي للبلدين، ومواصلة تلك السلسلة الطويلة من المبادرات التي حملت أكثر من مرة مجموعة الصباح إلى إيطاليا، من فلورنسا مرورا بميلانو ووصولا إلى روما، وإتاحة فرصة التحاور بين تحف فنية تشهد على عالم من الاتصالات والعلاقات والمبادلات والتعلم والتأثيرات المتبادلة، وهو ما يسمح كذلك بالاحتفال على هذا النحو بعالم كبار جامعي التحف من الماضي والحاضر الذين لا يمكن التغاضي أبدا عن دورهم، لأن نشاطهم يعد جوهريا بلا منازع».وأضاف: «تقبل البروفيسور كوراترلا المقترح بحماسة، وحصل ذلك بعد سويعات فقط من لقائي الشيخة حصة، وهو ما جعلني أتصور أنه علاوة على استعداده وترحيبه المنبثق من معارفه الاستثنائية ذائعة الصيت فربما كان إنجاز هذا المشروع في باله عندما تسمح الظروف، وهو ما أسعدني بالتأكيد، وكنت في الوقت نفسه المستفيد منه». وتابع: «لقد ولد هذا المعرض من رحم هاتين المحادثتين أساسا، ولن تسعني الكلمات لأشكر الشخصيتين المذكورتين بما يفي بحقهما، بسبب دورهما المركزي والحيوي، كما أود أن أتوجه بالشكر لكل الذين أسهموا في الإنجاز بداية بمتحف بارجيلو الوطني ومديرته باولا داغوستينو، ومركز الأمريكاني الثقافي، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل».من المعروضات
يتضمن المعرض العديد من المعروضات، منها قارورة خزفية من القرن السابع عشر الميلادي، وزوج من الجعاب عبارة عن خشب وجلد مكسو بالقطيفة الحمراء المطرزة بخيط الفضة المذهب، تعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، وخوذة تعود إلى نهاية القرن الـ15 الميلادي، ونسيج عبارة عن قماش من الحرير المنسوج والمطرز يعود إلى عام 1575 الميلادي، ووعاء من النحاس الأصفر يعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، ونصف مبخرة كروية الشكل ومطعمة بالذهب والفضة من أواخر القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وحشوة خشبية من منبر مسجد ابن طولون تعود إلى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي.