• بداية، أعطنا نبذة عن مرض العملقة؟ ولماذا هذا الاهتمام بنشر وتوثيق ما قمتم به طبيا بهذا الخصوص؟
مرض العملقة من الأمراض النادرة التي تتحرك ضمن بروتوكول تشخيصي، ومن ثم علاجي، وهذه الندرة هي التي تميزها. وفي نفس الوقت تتابع وحدة الغدد الصماء في مستشفى الصباح عددا "عاليا" على المستوى المحلي وأيضا الدولي إذا صح التعبير، وهنا تأتي أهمية النشر الأكاديمي المحكم إحصائيا، وبالتأكيد هذا سيتم عقب الحصول على الموافقات الرسمية من وزارة الصحة، حيث إن هناك آلية إدارية خاصة تتعلق بالبحوث مرتبطة بالوزارة، لذلك تقدمنا بطلب رسمي بهذا الشأن. و"العملقة" مرض يجعل بعض أجزاء الجسم أكبر من الطبيعي، وهذا يحدث ضمن فترة زمنية طويلة تستغرق سنوات.والعملقة تكون عادة بسبب أورام "غير" سرطانية في الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ والتي تنتج عددا من الهرمونات منها هرمون النمو. وتتنوع أعراض العملقة بزيادة النمو غير الطبيعي في بعض أجزاء الجسم كما ذكرنا سابقا، مثل الوجه والرأس وخاصة الفك السفلي وزيادة المسافات بين الأضراس وتغير في شكل الأنف واللسان والشفة. وتحدث كذلك تغيرات في الصوت، وعادة يلاحظ المرضى ذلك أو أقرباؤهم، بالإضافة إلى آلام في اليدين وعدم قدرتهم على ارتداء الخواتم لكبر حجم اليد وملاحظتهم كذلك زيادة حجم أقدامهم، مع ضرر في المفاصل وزيادة نسب الإصابة بسرطانات القولون وزيادة في ضغط الدم، ومع زيادة حجم الورم في الغدة النخامية قد يحدث ضرر على شبكية العين ما يحدث ضررا في الإبصار.ويأتي اهتمامنا بنشر تجربتنا الطبية في وحدة الغدد الصماء لأسباب توثيقية، ولمشاركة الزملاء في مختلف دول العالم بما نقوم به، وأيضا لإبراز التطور الصحي في الكويت أمام العالم، حيث إن الكويت من الدول التي تتميز برعاية صحية متطورة، وخاصة مع نجاحنا في تطبيق ضوابط الجودة الصحية الدولية على أداء الوحدة وهذا الأمر نجحنا به قديما واستمررنا فيه. كما أن هناك تقدما ملحوظا في العمل من خلال الملف الإلكتروني الذي نشكر المتعاونين لتحقيقه، كما نشكر من ساهم في إنجاح خطط تطوير وحدة الغدد الصماء.• ما أكثر الأمور الطبية التي تلاحظونها في العيادة بخصوص الشباب؟
تزداد هذه الأيام مسألة تعاطي الهرمونات لبناء الأجسام، وهو أمر مضر بطبيعة الحال، حيث يحدث خلل هرموني واضطرابات متعددة، خاصة أن بعض الهرمونات لها علاقة بزيادة الأداء العضلي والجسماني لما فوق الحالة الطبيعية المتوقعة للجسم، مما يؤدي إلى إحداث خلل عام في الجسم، ومنه على سبيل المثال تسمم كبدي وتأثيرات على القلب وتغييرات نفسية وحدوث عقم لدى الرجال وضمور في حجم الجهاز التناسلي وارتفاع نسبة سرطان البروستاتا وحدوث تغيرات حادة على الجلد وارتفاع ضغط الدم، أما التغيرات النفسية فتتنوع بين التقلبات العصبية الحادة والسلوك العنيف والجنوني وحدوث الهلوسات غير الطبيعية.وما يقال عن تناول هرمونات لكمال الأجسام عن طريق طبيب هو كلام غير صحيح، فلا يوجد هذا الأمر في البروتوكولات الطبية المعتمدة ويعتبر "تدليسا"، وعلينا أن نثمن في هذا المجال جهود رجال أفاضل من أمثال وزير الصحة الأسبق د. هلال الساير الذي أنشأ لجنة مشتركة تختص بالتفتيش على جميع المعاهد والنوادي الصحية والرياضية الأهلية والأماكن غير المرخص لها بتداول وبيع الأدوية الطبية والنباتية والمكملات الغذائية غير المرخص لها بتداولها.• ما مشاريع الوحدة مستقبلاً؟
نحن بصدد إقامة يوم توعوي لأمراض الغدد الصماء بالتعاون مع المكتب الإعلامي لوزارة الصحة. كما أن هناك تفكيرا في إقامة احتفال لليوبيل الذهبي للوحدة حيث ستدخل في عامها الخمسين منذ إنشائها في عام 1972، وهي أقدم وحدة للغدد الصماء في دول الخليج، وهي لا تزال تستقبل كمنطقة صحية واحدة أكثر من ثلثي مرضى الغدد الصماء على مستوى دولة الكويت. وخلال العام الماضي راجع الوحدة أكثر من 46 ألف مريض.• ما مطالبكم وطروحاتكم؟
من القضايا العاجلة في الوقت الحالي زيادة عدد الأطباء العاملين في الوحدة، حيث إن هناك كثافة وتزايدا مطردا ومستمرا في عدد المراجعين وخاصة مع انضمام مناطق جديدة إلى منطقة الصباح الصحية، بالإضافة إلى أن الوحدة تغطي الاستشارات والمتابعة لأكثر من 15 مستشفى، وهذا كله يحتاج الى جهود جبارة وانتظام في العمل وزيادة في عدد الأطباء.ومن خلال "الجريدة" أناشد المسؤولين في الدولة العمل على إنشاء مستشفى تخصصي للغدد الصماء وهو مشروع تم تأجيله أكثر من مرة حيث كان مطروحا في عام 2008 وكذلك تمت إعادة طرح المشروع في عام 2015 ولكن المشروع متوقف!، لذلك نتمنى على المسؤولين أن يعملوا على تنفيذ هذا المشروع لخدمة أهالي الكويت. كما نفكر في إقامة مؤتمر دولي لأمراض الغدد الصماء.