أعلنت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان، اللجوء إلى الإضراب غدا على كل الأراضي اللبنانية، في ظل الارتفاع الإضافي بأسعار المحروقات، في حين واصل الدولار التحليق بجنون مقابل الليرة اللبنانية، وذلك قبيل أعياد عيد الميلاد ورأس السنة حسب التقويم الغربي.

وعزا رئيس اتحادات النقل البري، بسام طليس، في مؤتمر صحافي، الدعوة الى الإضراب العام والشامل في كل المناطق الى «ارتفاع في سعر المحروقات بداعي ارتفاع سعر الدولار»، مضيفاً أن «العادة كانت أن يصدر جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية مرة واحدة في الأسبوع، في حين يصدر حاليا جدولان أسبوعيا، لا بل قد يصل الى 3 جداول، وفق تطور أسعار الدولار وطلب التجار، والمنطق يقول إن على الدولة أن تلحق الشعب وتحافظ على قدرته الشرائية، لا أن تلحق التجار بما يقررونه دون الالتفات الى وجع الناس».

Ad

جاء ذلك، بينما لامس سعر صرف الدولار في السوق السوداء (الموازية)، عند الافتتاح أمس، عتبة الـ28 ألف ليرة لبنانية، وهو تدنٍّ قياسي بقيمة الليرة منذ بدء الأزمة الاقتصادية عام 2019.

وقال الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي إن «الكتلة النقدية بالليرة باتت ضخمة جدا، وقد ارتفعت من 10 الى 45 تريليون، ولا دولار في البلد، ومن الطبيعي أن يواصل الارتفاع من دون سقف محدد».

سياسياً، رغم تشديد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على ضرورة عقد اجتماع للحكومة، لم تظهر أي مؤشرات ليونة أو مرونة أو استعداد للتراجع لدى «الثنائي الشيعي»، أي حزب الله وحركة أمل، عن قرار مقاطعة مجلس الوزراء حتى تنحية المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، الذي تشتدّ الحملة عليه وتتصاعد.

وبينما تواصلت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان، السفير بيار دوكان إلى بيروت، والتي أشارت التقديرات الى ان الهدف منها متابعة ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس ايمانويل ماكرون والمسؤولين الخليجيين الذين التقاهم قبل أيام، وفي مقدمهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أشار السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، بعد اجتماعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الى أن مسؤولين من الفاتيكان سيزورون لبنان قريباً، مضيفا انه بحث مع ميقاتي «المبادرة التي يمكن القيام بها سويا مع كل المؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية لمساعدة لبنان في المجال الاجتماعي، وذلك من أجل مساعدة الفقراء والنظر في كيفية مساعدة المدارس، والمؤسسات الأخرى التي تعمل أيضا على مساعدة الفقراء».

على صعيد آخر، ووسط حديث عن تأخير اميركي في موضوع ايصال الغاز المصري الى لبنان، أكد وزير النفط والثروة المعدنية السوري، ​بسام طعمة​، أن «​خط الغاز​ العربي داخل الأراضي العربية السورية، جاهز مئة بالمئة، والأمر متوقف على الاتفاق التجاري بين ​لبنان​ و​مصر​، ريثما يتم توقيع الاتفاق التجاري، واتفاق الترانزيت مع ​سورية​، باعتبارها دولة عبور».

تزامن ذلك مع إشارة السّفير السّوري في بيروت ​علي عبدالكريم علي​ بقرار بلاده «فتح الحدود مع لبنان» والسماح لجميع الرعايا اللّبنانيّين بالدّخول إلى سورية ، معتبراً أنّ «سورية ولبنان يحتاجان إلى بعضهما البعض، ولبنان أحوج إلى سورية في تنسيق الأمور الأمنيّة والاقتصاديّة. لبنان وسورية لا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر».

وكان مصدر مصري مطلع قال لـ «الجريدة» إن القاهرة غير مسؤولة عن تأخير تنفيذ نقل الغاز، لكنها تسعى في كل الأحوال لتوصيل الغاز قبل مارس المقبل، لافتاً إلى أن الجانب المصري لم يصله بعد الموافقة من الأمم المتحدة والبنك الدولي على تمويل المشروع.

وعلمت «الجريدة» أن مصر تنتظر الحصول على ضوء أخضر رسمي من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم تفعيل «قانون قيصر» الخاص بفرض عقوبات على المتعاونين مع النظام السوري. وقد أثار ميقاتي موضوع الغاز مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الى القاهرة.