أعربت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر، عن فخرها واعتزازها بتمثيل بلادها سفيرةً في الكويت، معتبرة أن لها حظاً لأن هذا العام يُصادف الذكرى الـ 60 للصداقة بين البلدين، مشيرة إلى أن فرنسا كانت في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال الكويت.

وكشفت لوفليشر أمس، في أول لقاء يجمعها بالصحافة المحلية، بعد تقديم أوراق اعتمادها، عن خطة عملها لدعم وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والبناء على العلاقات القوية بالأساس، لافتة إلى أن الأولوية لدعم الحوار الاستراتيجي، الذي سيكون هذا العام على المستوى الوزاري للمرة الأولى.

Ad

وتوقعت أن يعقد هذا الحوار في نهاية يناير المقبل، موضحة أنه سيكون حافلا بأجندة غنية ومتنوعة، حيث ستتم مناقشة كل مناحي العلاقات الثنائية، إضافة إلى اتفاقيات ثنائية جديدة سيتم التوقيع عليها خلال الشهور المقبلة.

ولفتت إلى التعاون البرلماني المثمر بين الكويت وفرنسا، موضحة أن الكويت لديها برلمان قوي ومميز، كاشفة عن زيارة عضوة البرلمان الفرنسي إيميليا لكرافي للكويت، حيث ستبحث مع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم سبل دعم وتعزيز التعاون الثنائي.

وفيما يتعلّق بدعم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وتعزيز وجود الشركات الفرنسية في الكويت، أوضحت أنها تولي لدعم وتعزيز الاستثمار أهمية كبرى، وستبذل قصارى جهدها لزيادة حجم الاستثمارات الكويتية في فرنسا، إضافة إلى تشجيع الشركات الفرنسية على الاستثمار في الكويت، واكتشاف الفرص الاستثمارية فيها.

تعاون عسكري

وقالت لوفليشر إن بلادها لها علاقات تعاون عسكري مميزة مع الكويت منذ 1990، حيث شارك أكثر من 15 ألف جندي فرنسي من كتيبة "داغيت" في حرب تحرير الكويت، لافتة إلى أنها ستعمل على تشجيع التعاون الثنائي، خصوصاً في مجال التدريب والتعاون الاستخباراتي.

وكشفت أن الكويت تسلمت 23 طائرة مروحية من طراز «كاركال» من أصل 30 طائرة، على أن تتسلم السبع الباقية في 2022.وعما إذا كان هناك زيارة لوزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، للكويت، قالت إن النية موجودة، إلا أن موعد الزيارة لم يحدّد حتى الآن.

الفرانكوفونية في الكويت

وحضت لوفليشر الطلاب الكويتيين على الدراسة في فرنسا التي تتمتّع بجودة جامعاتها المشهود بها عالمياً، لافتة إلى أن حاجز اللغة لم يعد عائقاً، لوجود العديد من البرامج الدراسية التي تُدرّس باللغة الإنكليزية في الجامعات الفرنسية، مشيرة إلى أن المعهد الفرنسي عاود نشاطه وفتح أبوابه بعد فترة توقّف بسبب جائحة "كورونا"، مؤكدة أن بلادها ترغب في دعم الكويت بخطتها للانضمام الى المنظمة العالمية للفرانكوفونية.

ولفتت إلى أن بلادها لديها تعامل مثمر وبناء مع الكويت فيما يتعلّق بحلّ الأزمات التي تمرّ بها المنطقة، موضحة أن الكويت تلعب دوراً مميزاً ومتوازناً في دعم استقرار المنطقة وإحلال السلام، لافتة إلى أن التعاون الفرنسي- الكويتي على صعيد الأزمة اللبنانية يعدّ مثالا على التعاون المثمر والبناء بين البلدين في القضايا الإقليمية، إضافة إلى التعاون على صعيد الملف العراقي، حيث تدعم الكويت العراق ولها دور إيجابي هناك.

ورداً على سؤال بشأن ما اذا كانت الوساطة الفرنسية أتت بثمارها بشأن حل أو معالجة الأزمة الخليجية اللبنانية، قالت: "لاشك أن الوضع في لبنان سيئ، وآمل أن يتحسّن الوضع في لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية وسياسية كبيرة"، معتبرة أن "انهيار لبنان سينعكس سلباً على المنطقة".

وفيما يخص بآخر مستجدات إجراءات السفر الى فرنسا، في ظل تفشي المتحور الجديد، أوضحت أن الأخبار الجيدة أن الكويت لاتزال ضمن دول القائمة الخضراء، ولكن يجب على المسافرين الى فرنسا أن يكون لديهم وثائق تثبت تلقيهم جرعتين من التطعيمات المعتمدة لدى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن مسحات سلبية "بي سي آر" قبل 72 ساعة من السفر.

لقاء ولي العهد

أكدت لوفليشر، أنها كانت محظوظة بلقاء سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد أثناء تقديم أوراق اعتمادها، موضحة أن المناقشات مع سموّه استغرقت 25 دقيقة في حوار شامل وهادف عن سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، منوهة إلى توجيه سموّه دعوة للرئيس ايمانويل ماكرون لزيارة الكويت، وقالت، «نقلت أثناء زيارتي الأخيرة إلى باريس هذه الرغبة الى السلطات الفرنسية، ولاقت ترحيباً كبيراً، إلا أن أي موعد لم يحدّد للزيارة حتى الآن».

● ربيع كلاس