الجهاز الأمني به نواقص كثيرة، وعليه انتقادات، ونواقصه وتناقضاته متعددة…

ومع ذلك نجد أن تلك النواقص ليست إلا انعكاساً للسلوكيات المجتمعية أكثر منها عدم ضبط الأمن وعدم جدية القوى الأمنية في مكافحة الجريمة.

Ad

فمن يصدق أن عدد المشاجرات وصل إلى 270 مشاجرة شهرياً، ولا نعني مشاجرات أو خناقات عادية، وإنما وصلت بقسوتها إلى تسجيل قضايا بالمخافر، وبعضها عنيف جداً إلى درجة الإصابات التي تؤدي إلى الإعاقة، أو حتى القتل أيضاً.

قد يقول البعض إن ذلك العنف يبدأ بخلاف بسيط حول موقف سيارة أو تخطٍّ مروري، أو ليش "تخزني"، أو سوء فهم عادي وتافه، ولكن مهما كان السبب لابد من السؤال: لماذا انقلبت الأمور إلى هذا الحد، وأصبح المجتمع الآمن المسالم مجتمعاً يتسم بالعنف البدني الحاد والمهلك؟!

لابد من وجود معهد عالي متخصص لدراسة علم الجريمة (criminology)، للتبحر بعمق في الدوافع والأسباب وتحليل النتائج، والاعتماد على العلم لنشر الأدب والأخلاق، ولابد أن يبدأ ذلك في المراحل الأولى بالمدارس، فالسلوك الإنساني المتسم بالعنف قد تكون بداياته في المنزل أو المدرسة أو المعهد أو الجامعة، وليس هناك إلا القليل من الدراسات حول ذلك، ولابد من طرق لوضع الحلول.

لا نريد أن نتحول إلى مجتمع تنتشر به الجريمة عدداً ونوعية، دون أن نتحرك نحو مجتمع مسالم ومتسامح كما كنا في الماضي… نأمل ذلك.

● د. ناجي سعود الزيد