في أوج الضغوط الغربية عليهما، سواء في قضية أوكرانيا أو أزمة تايوان، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ على أن التحالفات مثل "أوكوس" الأميركي الأسترالي البريطاني و"كواد" الأميركي الأسترالي الهندي الياباني تقوض الاستقرار النووي في آسيا، وأيضاً على ضرورة تقديم حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضمانات قانونية بعدم التوسع شرقاً، وعدم السماح بضم جمهوريات سوفياتية سابقة إليه.

وخلال محادثات عبر الفيديو كونفرانس، عبر بوتين وشي عن قلقهما من "الأنشطة الأميركية لتغيير الوضع القائم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقيّما سلبياً إنشاء أحلاف جديدة من قبيل رباعية كواد في المحيطين الهندي والهادئ والحلف الأميركي البريطاني الأسترالي أوكوس".

Ad

ووفق مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، فإن الرئيسين "ناقشا قضية أوكوس، وأكدا أنه يقوض أسس نظام عدم انتشار السلاح النووي، ويسهم في ارتفاع مستوى التوتر العسكري في المنطقة".

وذكر أوشاكوف أن الرئيس الروسي أخبر نظيره الصيني بأنه قدم أمس مقترحات ملموسة حول بلورة ضمانات قانونية إلى مبعوثة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأنه مستعد لبدء مفاوضات عاجلة حول هذا الموضوع المهم في حال استجاب لهذه المبادرة مع قادة الناتو.

وشدد أوشاكوف على أن شي أكد لبوتين دعمه الكامل لمبادرة روسيا إلى مطالبة الحلف بتقديم ضمانات أمن لها. وقال: "أشار رئيس الصين إلى أنه يتفهم شواغل روسيا، ويدعم بالكامل مبادرتنا بخصوص بلورة ضمانات أمن مناسبة".

وبحسب أوشاكوف، اتفق الرئيسان على البقاء على اتصال مستمر حول هذا الموضوع، وأن تقوم موسكو باطلاع بكين على سير المفاوضات والاتصالات مع الأميركيين والناتو في هذا المسار.

اقتصادياً، قال أوشاكوف إن "القمة ركزت على ضرورة تكثيف الجهود لإنشاء بنية تحتية مالية مستقلة تتجاوز مستوى 200 مليار دولار لخدمة العمليات التجارية بين روسيا والصين، أي إنشاء هيكل لا يتأثر بالدول الأخرى، كما أيدت زيادة حصة التعاملات بالعملات الوطنية في التسويات التجارية والعملات الرقمية للبنوك المركزية، وكذلك ناقشت مشروع قوة سيبيريا-2، وهو مشروع لمد أنابيب غاز لضخ الوقود الأزرق من روسيا إلى الصين".

علاقات صامدة

وفي مستهل القمة الافتراضية، التي ناقشت الملفات الثنائية والدولية الأكثر إلحاحاً، لوّح الرئيسان لبعضهما باليد، وأشاد بوتين بمستوى العلاقات، ووصفها بأنها "مثال يحتذى به للتعاون بين دولتين في القرن الـ21"، وقال إن العلاقات بين موسكو وبكين تتميز بـ"الرغبة المشتركة في جعل الحدود المشتركة حزاما للسلام الدائم وحسن الجوار".

وأبدى بوتين تطلعه إلى زيارة بكين في فبراير للقاء شي، وحضور افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية، التي قاطعتها دبلوماسياً الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة، مشدداً على أن روسيا والصين تدعمان إحداهما الأخرى دائما فيما يخص التعاون الرياضي، بما في ذلك في رفض أي محاولات لتسييس الرياضة.

وأشار بوتين​ إلى أن "تنسيق روسيا والصين على الساحة الدولية أصبح عاملا للاستقرار في العالم، والعلاقة بينهما باتت نموذجاً حقيقياً يحتذى به في القرن الحادي والعشرين".

وإذ أعرب الرئيس الصيني عن قناعته التامة بأن الأولمبياد سيكون عند أعلى مستوى، لفت إلى أن العلاقات مع روسيا صمدت أمام تحديات مختلفة، وأثبتت أن لديها مقومات الحياة، وشكر نظيره الروسي على تصديه لمحاولات دق إسفين بين بكين وموسكو.

ضمانات ومناورات

في هذه الأثناء، أفاد ​الكرملين​ بأن بوتين​ أكد لوفد بايدن بقيادة مساعدة وزيرة الخارجية كارين دونفريد الاستعداد لبدء مفاوضات فورية بشأن الضمانات الأمنية المتمثلة في وقف محاولات "الناتو" التوسع على الحدود الروسية، ونشر الأسلحة الهجومية فيها، وإلزام أوكرانيا باتفاقيات مينسك ومنها من الانضمام لهذه الحلف.

وانضم سفير الولايات المتحدة جون سوليفان إلى دونفريد في محادثاتها مع نائب رئيس إدارة الرئاسة الروسية ديمتري كوزاك، ومع نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الذي عرض منطق وخصوصيات الفكرة الروسية للضمانات الأمنية، وأمل أن تبدي الولايات المتحدة اهتماماً عملياً بها.

ووسط المخاوف الغربية من الغزو المحتمل للجمهورية السوفياتية السابقة، بدأ الجيش الروسي تدريبات عسكرية واسعة النطاق على حدود أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، التي ضمها عام 2014، باستخدام صواريخ إسكندر ومنظومة الدفاع الجوي المتطورة S400.

وأوضحت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية أن التدريبات المقررة سلفاً في شبه جزيرة القرم تأتي على خلفية التوتر في البحر الأسود وأوكرانيا، مؤكدة أن المناورات في النواحي الغربية والشرقية سببها التأكد من جاهزية أنظمة صواريخ إسكندر في منطقة كورسك على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الأوكرانية.

إجراء غير مسبوق

وعلى هامش قمة الشراكة الشرقية، التي تجمع الاتحاد الأوروبي و6 دول من شرق أوروبا في بروكسل، بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني الجديد أولاف شولتز المخاوف من الغزو الروسي المحتمل.

وفيما حذّر شولتس من أن روسيا ستدفع "ثمنًا باهظًا" إذا اجتاحت أوكرانيا، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتشديد عقوباته، واتخاذ "إجراءات غير مسبوقة" إذا صعدت "تصرفاتها العدائية".

وذكرت دير لاين أمام البرلمان الأوروبي أن التكتل عمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، لوضع خيارات يفوق تأثيرها العقوبات الحالية التي تستهدف قطاعات المال والطاقة والدفاع والسلع ذات الاستخدام المزدوج في روسيا.

وقالت: "ردنا على أي تجاوز آخر قد يأتي على شكل تصعيد قوي في منظومة العقوبات القائمة (ضد روسيا) وتوسيع نطاقها، وبالطبع نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية غير مسبوقة ستكون لها عواقب وخيمة على روسيا".

عضوية جورجيا

ووسط مساعي قادة الاتحاد الأوروبي إلى إنقاذ الشراكة مع جمهوريات سوفياتية سابقة هي: أوكرانيا، ومولدافيا، وأرمينيا، وأذربيجان، اعتبرت جورجيا أن لديها كل المقدمات اللازمة لحصولها على عضوية حلف الناتو.

وقال رئيس الوزراء، إيراكلي غاريباشفيلي، خلال موجز صحافي مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرغ، في بروكسل، "نؤمن بأن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات ملموسة بخصوص دخولنا في الفضاء الأوروبي الأطلسي"، مضيفا أن ذلك "سيكون رسالة قوية للجميع".

وأكد رئيس الحكومة الجورجية أن فكرة عضوية الناتو تحظى بدعم الأغلبية الساحقة من مواطني جورجيا، وأن هذه المسألة تمثل أحد الجوانب المهمة من سياسة جورجيا الداخلية والخارجية.

«البنتاغون» تختبر صاروخ «الهيمنة الكاملة»

اختبرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» صاروخ «AIM-120» الحديث، الذي يوصف بأنه سلاح «الهيمنة الكاملة» بمواجهة الصين.

ووفق بوابة «درايف»، فإن شركة «رايثون» أجرت عدداً من تحديثات الأسلحة، بما في ذلك أنظمة التوجيه، التي سيتم تحسينها بشكل أكبر للقتال الجوي.

وقالت البوابة المعنية بشؤون التسلح: «تزيد أجهزة F3R الجديدة، بما في ذلك لوحات الدوائر المطبوعة ومكونات قسم التحكم، بشكل كبير من قوة المعالجة التي يستخدمها نظام «SIP-3F» في خوارزمياته المتقدمة. وكل هذا يزيد من الفعالية الإجمالية للصاروخ»، مبينة أن «AIM-120» هو صاروخ «جو ـ جو» بمدى متوسط يفترض أن يكون سلاحاً فتاكاً في حال نشوب حرب مع بكين.

توتر صيني - أوروبي على 3 محاور

بينما تصاعدت الأزمة بين الصين وليتوانيا بسبب تايوان، زار وفد من البرلمان الفرنسي بقيادة الرئيس السابق لمجلس النواب فرانسوا دو روجي الجزيرة أمس، والتقى الرئيسة تساي إنغ وين ومسؤولين، في وقت سعت ألمانيا لإثبات وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي لأول مرة منذ 20 عاماً.

والوفد الفرنسي هو ثاني وفد من البرلمانيين الفرنسيين يزور الجزيرة هذا العام والأخير في سلسلة زيارات قام بها سياسيون أوروبيون وأميركيون أثارت غضب الصين التي تؤكد سيادتها على الجزيرة وتحاول عزلها وتقول إنها مستعدة لاستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

ووسط توترات آخذة في التفاقم بسبب افتتاح تايوان مكتباً تمثيلياً لها في فيلنيوس الشهر الماضي، استدعت ليتوانيا دبلوماسياً بارزاً لها في الصين.

وفي تحرك غير مسبوق منذ 20 عاماً، دخلت أمس الفرقاطة الحربية "بايرن" الألمانية البحر الجنوبي الذي تطالب الصين بالسيادة عليه بالكامل.

وأوضحت وزارة الدفاع الألمانية، أن هذه المهمة بمثابة تأكيد على أن برلين لا تقبل مطالبات الصين في المنطقة.