تحدث الباحث الموسيقي الفنان د. أحمد الصالحي، في ندوة بعنوان «تقاليد الارتجال في غناء الصوت»، في بيت الموسيقى، بحضور الناطق الرسمي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني د. بدر الدويش، والفنان التشكيلي القدير سامي محمد، وباقة من الفنانين والمهتمين بالموسيقى والغناء.وجاءت الندوة على هامش افتتاح المعرض الدائم الثاني للفنون التشكيلية، ومعرض خزفيات موسيقية، في متحف الفن الحديث، الذي يشهد فعاليات فنية متنوعة متزامنة مع أنشطة بيت الموسيقى والمتحف الدائم للفنون التشكيلية، بناء على توصيات وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة عبدالرحمن المطيري.
وأدار الندوة الباحث في التراث والأدب الشعبي د. يوسف السريع، حيث قال في معرض تقديمه لموضوع الندوة إن د. أحمد الصالحي باحث مميز في مجال التراث والأغنية الشعبية الكويتية بشكل خاص، كما قدم العديد من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية، مما ساهم في توثيق جوانب مهمة بتاريخ الغناء الكويتي، وخصوصا فيما يتعلق بألحان الصوت والألحان الشعبية، انطلاقا من معرفته العلمية والمهنية بهذا المجال.وأضاف د. السريع أن الصالحي يكشف من خلال أبحاثه الموسيقية المستمرة العديد من الأسرار الهامة في مجال الغناء، مشيرا إلى أن مجال الموسيقى التراثية غني بالمعلومات والاكتشافات لكل باحث شغوف بتلك الحقبة، متقدما بالشكر إلى بيت الموسيقى الذي نظم الندوة، وغيرها من الموضوعات التي تهم الباحثين في مجال الأغنية.من جانبه، قال الباحث الموسيقي د. أحمد الصالحي، لـ«الجريدة»، «أناقش خلال الندوة تقاليد الارتجال وبعض الخصائص المرتبطة بغناء الصوت، وكيف طرأ التغيير والتطوير على الألحان قديما وحتى اليوم».وحول التطور الذي طرأ على الموسيقى الكويتية، أوضح أن الموسيقى الكويتية تغيرت كثيرا منذ عصر ما قبل النفط، مرورا بعهد النفط والاستقلال والانفتاح الذي حل بالبيئة الكويتية ابتداء من دخول الراديو ثم وسائل الإعلام المختلفة، والآن عصر السماوات المفتوحة التي جعلت الموسيقيين منفتحين على الموسيقى العربية والعالمية.وأكد أن التطور الموسيقي في الكويت طبيعي، ويخضع لمعايير العصر الحديث، ولا يمكن أن يقف الموسيقيون أيا كان توجههم الفني في وجه التطور أو التغيير، لأنه لا وصاية على الفنون، بل تتغير بشكل طبيعي نتيجة المجتمع والتحولات الجديدة، سواء كان هذا التغيير يروق للبعض أم لا، لكن في المقابل المجال مفتوح لسماع كل الأذواق، فالأعمال القديمة المعتادة موجودة، والحداثة لها أيضا من يتعامل معها والجمهور الذي يستمع لها، لإرضاء كل الأذواق.وأشار إلى أن الانتقاء الفني موجود، فهناك فنون موسيقية وغنائية ربما لا يقبل عليها الكثيرون، وهو أمر طبيعي، في مقابل توجه الشباب مثلا إلى أعمال تروق لهم، وهو أمر طبيعي في كل العالم، لكن بشكل عام يجب على الدولة والمجتمع والفنانين دعم كل الفنون لضمان بقائها.وأفاد بأن هناك إقبالا في السنوات العشر الأخيرة على الفنون التراثية من الصغار والكبار، وهو ما يعكس ازدهار الأغنية الكويتية الشعبية رغم وجود روافد جديدة، مؤكدا أن التعليم هو الضمانة الوحيدة للازدهار وليس الوصاية على الفنون، فإذا حصل الفرد على تعليم حقيقي فسيكون قادرا على الانتقاء السليم، سواء كان فنانا أو مستمعا، أما الفنون فهي مجال حر للإبداع والتغيير، والسيطرة عليها غير ممكن، لأن القولبة تقتل الفن وتصيبه بالجمود، أما الموجات الفنية المختلفة فتأتي وتذهب ولا يبقى سوى الفن الأصيل.
سامي يدعو للتهافت على المعرض التشكيلي الدائم
دعا القائم على تنظيم المعرض الدائم الثاني للفنون التشكيلية الفنان القدير سامي محمد الفنانين الشباب والكبار إلى التهافت على المعرض، الذي يتيح لهم عرض أعمالهم الفنية وبيعها دون تحمل نفقات.وقال محمد، لـ«الجريدة»، إن أغلب المعارض الخاصة يدفع فيها الفنان مقابل عرض لوحاته بنسبة محددة، لكن أن توفر الدولة معرضا مفتوحا يستفيد منه الفنان والجمهور فهذا شيء رائع، يجب على الجميع تشجيعه والمشاركة فيه، حيث يعتبر مقياسا ومؤشرا على الحركة الفنية التشكيلية في الكويت.وذكر أحمد البابطين المسؤول بإدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني ان المعرض الدائم للفنون التشكيلية يتجدد منتصف كل شهر، حيث انطلقت فعالياته أمس الأول، وتمتد حتى منتصف يناير المقبل، وينطلق في 17 يناير المعرض الدائم الثالث بمشاركة باقة متجددة من الفنانين التشكيليين وهكذا من كل شهر.وأضاف البابطين أن المعرض الدائم يسعى إلى إبراز الحركة الفنية التشكيلية بكل أنواعها، وإتاحة الفرصة للتنافس الفني بين التشكيليين، والبالغ عددهم 21 فنانا، 60 في المئة منهم من فئة الشباب، ويبلغ عدد الأعمال المشاركة في المعرض 39 عملا، عبارة عن 31 لوحة فنية، و8 أعمال خزفية.العوض: إهداء 12 خزفية لبيت الموسيقى
كشف رئيس قطاع الفنون التشكيلية في نقابة الفنانين والإعلاميين الخزاف علي العوض أن معرض «خزفيات موسيقية» يعرض نتاج ورشة انطلقت الشهر الماضي لصناعة آلات موسيقية خزفية، إهداء لبيت الموسيقى، الجار الجديد لبيت الخزف في متحف الفن الحديث، وسيتم إهداء أعمال الفنانين لبيت الموسيقى كبادرة تعاون محبة وترحيب وتشجيع للقطاعات الفنية المختلفة، حيث إن الفنون تخاطب وتحاكي بعضها.وأضاف العوض أن الخزافين لديهم قلب كبير يتسع للجميع، كما هو الخزف الذي يتشكل ويناسب جميع الأشكال والأشياء بمحبة ومرونة وفن، موضحا أن المشاركين في المعرض 12 خزافا من أعضاء بيت الخزف الكويتي، كل منهم تقدم بعمل، وكل عمل هو آلة موسيقية مختلفة تنوعت بين الكمان والغيتار وغيرهما، وتستمر فعاليات المعرض حتى نهاية العام الجاري.