إيران ترد على «مهلة فيينا» بإعادة «كاميرات كرج»

إسرائيل تجدد التلويح بعمل عسكري منفرد... وصحيفة إيرانية تنشر قائمة أهداف انتقامية

نشر في 16-12-2021
آخر تحديث 16-12-2021 | 00:00
أجهزة طرد مركزي متطورة عرضتها إيران بمقر الوكالة الذرية في طهران أبريل الماضي (رويترز)
أجهزة طرد مركزي متطورة عرضتها إيران بمقر الوكالة الذرية في طهران أبريل الماضي (رويترز)
فيما بدا أنه رد على مهلة أوروبية لمفاوضات فيينا النووية، تراجعت السلطات الإيرانية خطوة إلى الوراء وقبلت بإعادة تشغيل كاميرات المراقبة الدولية بموقع كرج النووي، في وقت تواصل مسلسل التهديد والوعيد بين تل أبيب التي لوحت مجدداً بضرب إيران التي سربت عبر إحدى الصحف «خريطة أهداف إسرائيلية» للانتقام في حال هوجمت.
بالتزامن مع تواصل مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بين إيران والقوى العالمية الكبرى، كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، أمس، عن توصل طهران إلى «اتفاق جيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية» يعيد تشغيل كاميرات مراقبة بموقع «كرج» الذي تعرض لهجوم تخريبي اتهمت طهران إسرائيل بشنه يوليو الماضي.

وفي تراجع عن رفض رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي مطالب الوكالة الدولية بالسماح لها بإعادة الوصول والمراقبة للمنشأة التي تنتج أجهزة طرد حديثة لتخصيب اليورانيوم، صرح عبداللهيان بأنه «توصلنا الليلة الماضية إلى اتفاق جيد مع الوكالة الدولية من شأنها معالجة بعض المخاوف المزعومة بشأن برنامج إيران النووي السلمي وتساعد في استمرار التعاون مع الوكالة وتعزيزه».

وتوقع الوزير إمكانية تحقيق اختراق بشأن إحياء الصفقة الذرية التي انسحب منها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018 وإلغاء العقوبات المفروضة على بلاده، مشيرا إلى تفاؤل بلاده بشأن «إحراز تقدم في الجولة الحالية من محادثات فيينا إذا تصرف الطرف الآخر بواقعية».

ووصف عبداللهيان اعتراض الأطراف الغربية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بشأن وجود مطالب خارج نطاق «الاتفاق النووي» في النصوص التي اقترحها فريق التفاوض الإيراني، عند استئناف المفاوضات أواخر نوفمبر الماضي، بأنه «مجرد كذبة»، مضيفاً: «هذه النصوص مبنية بالكامل على أساس اتفاق 2015، ولا يوجد فيها شيء خارج عنه. هذه النصوص هي نتاج عشرات الساعات من النقاش، ونهجنا هو الرفع الكامل للعقوبات التي تناقض الاتفاق مقابل إزالة مخاوف الأطراف الأخرى بشأن برنامج إيران النووي السلمي».

وأعرب وزير الخارجية عن أمله أن «تواصل الأطراف الأخرى جهودها بحسن نية وبهدف حل القضية».

في موازاة ذلك، تحدث رئيس الوفد الايراني علي باقري كني عن تحقيق محادثات الملف النووي تقدماً.

وفي هذه الأثناء، ذكرت تقارير إيرانية أن التفاهم الجزئي بين طهران والوكالة الدولية يسمح باستبدال بطاقات الذاكرة لكاميرات المراقبة بـ»كرج» وأنه جاء «نتيجة إدانة الوكالة للعمل التخريبي الذي تعرضت له المنشأة» الواقعة غرب طهران.

رفض مهلة

ورغم الحديث الإيراني المتفائل فإن مصادر مطلعة كشفت أمس أنّ «الأطراف الغربية في مفاوضات فيينا، أصبحت تحدّد مهلة زمنية للمحادثات بنهاية ديسمبر الجاري، للضغط على الوفد الإيراني، من أجل انتزاع تنازلات كبيرة للتوصل إلى اتفاق» يعيد القيود على برنامج طهران الذري مع تصاعد المخاوف جراء تسريع وتعلية طهران لعملية تخصيب اليورانيوم منذ أبريل الماضي بعد تعرض منشأة نطنز في اصفهان لهجوم اتهمت إسرائيل بشنه أيضاً.

وأوضحت المصادر أنّ «الأطراف الغربية تتخذ هذا التوجه بعيداً عن أي تنسيق مع الطرفين الصيني والروسي»، مشيرة إلى أنّ «الطرفين أبديا تحفظاً واعتراضاً على السلوك الذي أصبحت الأطراف الأوروبية تمارسه في المفاوضات».

وقالت إنّ «هذه الأطراف الغربية أصبحت تربط مفاوضات فيينا بمصير حوارات تخوضها إيران راهناً مع الوكالة الدولية، مع الحديث عن سقف زمني لحل الخلافات مع الوكالة».

وأكدت المصادر أنّ «الوفد الإيراني رفض رفضاً قاطعاً الضغوط الأوروبية، والحديث عن مهلة زمنية للمفاوضات، وأكد أنه مستعد لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق محكم غير مستعجل»، لافتة إلى أنّ الحوارات حققت «تقدماً جيداً في حصر النقاط الخلافية خلال الأيام الماضية».

لكنّ المصادر قالت، في الوقت ذاته، إنّ «الأطراف الأوروبية تحت ضغوط أميركية وإسرائيلية، لا تتجاوب مع رفع العقوبات التي تعتبر أساس المشكلة، في حين أنها في المقابل تطالب بتنازلات نووية كبيرة».

ورأت المصادر أنّ «التلويح الغربي بورقة الوقت بشأن المفاوضات هو تكتيك يهدف لزيادة جرعة الضغوط على إيران، لإرغامها على التخلّي عن مطلب رفع جميع العقوبات وتقديم تنازلات كبيرة، لكن هذه الحيلة ستعّقد الوضع ولن تؤدي إلى نتيجة».

جاء ذلك في وقت يرى مدير الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي، أن «الاتفاق النووي» الموقع 2015، لم يعد كافياً بعد التقدم الكبير الذي حققته الجمهورية الإسلامية في مجال تخصيب اليورانيوم، منذ 2018.

واعتبر غروسي أن التقدم الذي أحرزته إيران منذ انهيار الاتفاق، يعني أنه يجب إجراء تغييرات على الاتفاقية الأصلية خلال المفاوضات الدائرة حالياً.

تهديدات عسكرية

وفي وقت تتخوف طهران من إقدام إسرائيل، التي تعارض بشدة «إحياء الاتفاق النووي»، على شن عمل عسكري منفرد ضد منشآتها الذرية، سربت أوساط إيرانية «خريطة أهداف إسرائيلية محتملة».

وتحت عنوان «خطوة خاطئة واحدة فقط»، نشرت صحيفة «طهران تايمز» باللغة الإنكليزية، الخريطة مع مقال حمل تحذيراً لإسرائيل من مغبة أي تصعيد عسكري.

وقالت «طهران تايمز»: «يبدو أن تكثيف التهديدات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران يوحي بأن النظام الصهيوني قد نسى أن إيران قادرة على ضربهم من أي مكان» في إشارة إلى الفصائل المسلحة الموالية لطهران في سورية ولبنان وغزة.

وألقى المقال الضوء على تهديد المرشد الإيراني علي خامنئي، بهدم تل أبيب وحيفا.

في المقابل، أكد وزير الشتات الإسرائيلي، نحمان شاي، أن «إسرائيل ستضطر إلى إبطال مفعول التهديد الإيراني، إذا لم تقم واشنطن بذلك»، مضيفاً «أثبتنا أننا قادرون على تنفيذ ذلك في سورية والعراق ويمكن القيام بذلك في إيران أيضاً».

صداقة وتبادل

إلى ذلك، أشاد قائد القوة البحرية الإيرانية شهرام إيراني بخطوة سلطنة عمان التي تمثلت باستقبالها سفناً عسكرية إيرانية في ميناء صلالة في ظل ظروف جائحة كورونا، خلال استقباله العميد عبدالعزيز المنذري، رئيس لجنة الصداقة العسكرية المشتركة بين إيران وعمان في طهران أمس.

على صعيد منفصل، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس، تبادل رفات 61 عسكرياً مع الجانب الإيراني سقطوا خلال الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي.

قائد البحرية الإيرانية يشيد باستقبال سلطنة عمان سفناً عسكرية لبلاده بصلالة
back to top