نحتاج إلى تطعيم أو علاج ضد متحورات عقليات بعض المتأرجحين ومساعيهم لإقصاء الآخرين والتفرد في القرار، ونسج بعض الأمور والقضايا في مخيلتهم الواسعة، وتأجيج الأوضاع من باب المصلحة العامة كما يدعون ويصورون الأحداث التي تعكس واقعهم المؤلم.

ووفقا للأحداث المتداخلة وتطورات فيروس كورونا تتضارب المعلومات حول بعض الحقائق عن أعداد المصابين بالمتحور الجديد وتحديات بعض المختصين حول الحقيقة والوهم، وكأننا نعيش في غيبوبة، ولكن هؤلاء غفلوا عن المصابين الآخرين في عقلياتهم وسمومهم في بث الفتن والدخول في النوايا، ودورهم واضح في ضرب كل من يعمل جاهداً لمنع تحقيق أي أهداف ناجحة.

Ad

وما أكثر هؤلاء بيننا، فدورهم حاضر في هدم ما يبنيه الآخرون، خصوصاً نجاح الطاقات الوطنية الشابة الذين يتولون المناصب القيادية أو الذين يعملون جاهدين لتحقيق أحلامهم في أي مشاريع يقومون بها، والتي من شأنها تطوير واقعنا ومعالجة التراجع الكبير في الأعمال الحكومية وغيرها، لأن المصابين بمتحورات الحسد يكشرون عن أنيابهم في وجه الطاقات الكويتية، ويمررون مقولة أن النجاح يستورد من الخارج، رغم أن العديد من شبابنا حققوا ما لم يحققه الآخرون، ويمتلكون الطاقات التي أثبتت نجاحهم عالمياً.

فالحرب التي تشنها متحورات العقول المريضة تحتاج إلى إيجاد طعوم من شأنها محاربة هذه الأوبئة حتى لا تتفشى وبالتالي يصعب السيطرة عليها، والأوبئة التي يتم اكتشافها ومحاولات الوصول إلى مصدر سلالاتها المتطورة لا تقل خطورة عن مرضى الحسد ومحاربة الإصلاحيين والكفاءات الناجحة.

لذلك فإن أصحاب القرار مطالبون بالالتفات إلى كل الطاقات الوطنية التي تحتاج الدعم وفتح المجال أمامهم لتحقيق تطلعاتهم وطموحهم ومعالجة أوضاعنا المنكوبة في بعض الأجهزة الحكومية، ومنحهم دوراً أكبر في صنع القرار الذي أصبح حكراً على بعض الذين ساهموا في تبديد تطلعاتنا، واستمرار مسلسل فشلنا، خصوصا مع تفشي ظاهرة المحسوبية التي أصبحت ركيزة أساسية للنجاح، فإذا لم تكن مدعوما من توجه أو تيار أو متنفذ فلن تحقق طموحاتك ولن تنال الرضا والقبول في بعض المناصب التي أصبحت حكراً على البعض، فضلاً عن المشاريع التي تُختزل في بعض الأسماء.

● د. مبارك العبدالهادي