من للعمال؟!
في يوم الخميس الموافق 2/ 12/ 2021م غاب عمال النظافة في مدرستنا عن الحضور إلى العمل، وعددهم أربعة عمال فقط، وعندما استفسرت من أحدهم عن سبب غيابهم أجابني بأن الشركة التي يعملون لديها لم تعطهم رواتبهم منذ أربعة أشهر... ووعدتهم الشركة بأن تسلمهم رواتبهم في أقرب فرصة (بالمشمش)!حارس أمن في إحدى المدارس مر عليه سنتان ونصف لم يسافر إلى بلده لرؤية زوجته وأولاده، والشركة التي يعمل فيها تشترط عليه بديلاً مقابل السفر (يعني انسى مفيش سفر).سأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ابنته حفصة كم تصبر المرأة على فراق زوجها؟ فأجابت: أربعة أشهر! وهذا الحارس صار له سنتان ونصف ولا يدري متى تحن القلوب القاسية عليه وعلى أمثاله؟ ويقول الرسول، عليه الصلاة والسلام، في الحديث القدسي: "يقول الله عز وجل ياعبادي إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا". الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه، وجعله بين الناس محرما إلى قيام الساعة... عجباً لبعض البشر يظلمون الناس ويأكلون حقوقهم لأنهم ضعفاء... فعلى سبيل المثال عمال النظافة وحراس الأمن لا يتسلمون رواتبهم شهرياً بل تماطل الشركة في تسليم رواتبهم وتؤخرها عدة أشهر، والجهات المسؤولة في الدولة "لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم"!
يقول عليه الصلاة والسلام: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"، فالويل لمن يؤخر رواتب العمال ويأكل حقوقهم فذلك حرام شرعا... وبعض الشركات تضع رواتب العمال في البنوك لتأخذ فوائدها ويبقى العمال بدون رواتب عدة أشهر.ومنا إلى وزارة الشؤون وهيئة القوى العاملة للنظر في موضوع هؤلاء العمال، ومحاسبة الشركات المقصرة التي تماطل في إعطائهم رواتبهم وحقوقهم كاملة، وغلق ملف الشركة حتى لا تظلم أحدا من العمال، وتكون عبرة لغيرها من الشركات، فهل وصلت رسالتي إليكم؟ آمل ذلك. آخر المقال: اقرأ واتعظ: يقول الله سبحانه وتعالى: "وقفوهم إنهم مسؤولون".