في حين مازال القادة الغربيون يحاولون بلورة ردهم حال قامت بغزو أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، واصلت روسيا حشد قوات جديدة بالقرب من الحدود في الأيام الأخيرة، بحسب الاستخبارات الأميركية. ورغم حث الرئيس جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تهدئة التوترات، تم إرسال المزيد من الوحدات العسكرية الروسية إلى المنطقة الحدودية الروسية - الأوكرانية في الأيام الأخيرة، حسبما أفادت مصادر مطلعة على الاستخبارات لشبكة CNN.
ورأى المسؤولون الأميركيون والأوكرانيون أيضاً أدلة على أن روسيا بدأت في تحويل أنظمة النقل الجوي والسكك الحديدية التجارية لدعم الجهود العسكرية، على الرغم من أن نشاطاً مشابهاً كان مرئياً في الربيع خلال آخر حشد عسكري لروسيا تم سحبه في النهاية.وتضع أحدث التقييمات الاستخباراتية الأميركية أكثر من 50 «مجموعة كتيبة تكتيكية» منتشرة على الحدود الأوكرانية وحولها، وستة أخرى في الطريق. هذه المجموعات، التي يمكن أن تضم عادة ما يصل إلى 900 فرد لكل منها، هي وحدات قتالية شديدة التنوع ومكتفية ذاتياً إلى حد ما مع مزيج من القوات والمدفعية والأسلحة المضادة للدبابات ووحدات الاستطلاع والهندسة. لعبت مجموعات BTGs، كما تُعرف، دوراً رائداً في النشاط العسكري الروسي في أوكرانيا في عام 2014.وتظهر صور أقمار صناعية حصلت عليها شبكة CNN أن روسيا حشدت القوات والمعدات على بعد 30 ميلاً من الحدود الأوكرانية. وتظهر زيادة بين 7 سبتمبر و5 ديسمبر في عدد المركبات العسكرية في مدينة سولوتي. ويبدو أنها تُنشئ فوجاً جديداً ضمن فرقة البنادق الآلية الثالثة، وهي فرقة مشاة للقوات البرية، وفقاً لمايكل كوفمان، مدير برنامج الأبحاث في برنامج الدراسات الروسية.وقال كوفمان: «لا تزال الفرقة الثالثة قيد الإنشاء، وكذلك الفرقة 144». لكنه أشار إلى أن المصدر الرئيسي للحشد الروسي يمكن رؤيته بشكل أكبر في تحركات الجيش الروسي السادس، والجيش الأول في فورونيغ، والجيش الحادي والأربعين في يلنيا، والجيشين الثامن والخمسين والتاسع والأربعين في شبه جزيرة القرم.
طلعة مشتركة
جاء ذلك، بينما قالت وزارة دفاع بيلاروس، إن مجموعة من المقاتلات والقاذفات الروسية والبيلاروسية نفذت دورية مشتركة أخرى على الحدود الجوية للدولة الاتحادية باستخدام القاذفات الاستراتيجية من طراز «تو -22 إم 3» ومرافقة مقاتلات من طراز «سو30 س م».لندن لن ترسل جنوداً
وفي لندن، استبعد وزير الدفاع بن والاس أن ترسل بريطانيا وحلفاؤها قوات للتدخل إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا، قائلاً، لمجلة «سبيكتيتور» إن كييف «ليست عضواً في حلف الناتو لذا فمن غير المرجح إلى حد كبير أن يرسل أحد قوات إلى أوكرانيا لتحدي روسيا».وأضاف والاس: «لا ينبغي أن نخدع الناس ونقول إننا سنفعل. الأوكرانيون يدركون ذلك والعقوبات الاقتصادية الشديدة هي أكثر أشكال الردع المحتمل تنفيذها»، مبيناً أن بريطانيا يمكن أن تساعد أوكرانيا في «بناء القدرات» وإمكانية قطع روسيا عن شبكة سويفت الدولية للتحويلات المالية.وقال والاس: «لسنا متأكدين من أنه اتخذ قراراً بغزو أوكرانيا، لكن مع ذلك فإن أفعاله واستعداداته العسكرية تشير إلى هذا الاتجاه. أعتقد أننا يجب أن نشعر بالقلق جميعاً».وحذرت بريطانيا ودول مجموعة السبع الأخرى هذا الأسبوع موسكو من «عواقب وخيمة» إذا غزت أوكرانيا لكن رئيس الوزراء بوريس جونسون قال الجمعة، إنه سيلجأ إلى كل إمكاناته «الدبلوماسية والاقتصادية» في مواجهة أي «عدوان» روسي.إدارة بايدن تقيم
في المقابل، لا تزال إدارة بايدن تدرس ما إذا كانت سترسل المزيد من الأسلحة والمعدات إلى الأوكرانيين، بعد الشحنات في الشهرين الماضيين من صواريخ جافلين المضادة للدبابات ووحدات إطلاق مركزية، وقوارب دورية، ومجموعات الإسعافات الأولية، وأجهزة الراديو الآمنة، والإلكترونيات، والمعدات الطبية والمحركات والمولدات وقطع الغيار والأسلحة الصغيرة والذخيرة. ويدفع المسؤولون الأوكرانيون أيضاً للحصول على أنظمة دفاع جوي، مثل صواريخ باتريوت أرض-جو، من الولايات المتحدة، وفقاً لأشخاص مطلعين على طلباتهم. لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان نقل مخاوف من أن روسيا قد تنظر إلى مثل هذه الشحنات على أنها عالية الخطورة عليها.الضمانات الأمنية
وبعد نشر الخارجية الروسية مسودتي اتفاقيتين اقترحت على الولايات المتحدة وحلف الناتو إبرامهما، أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن الولايات المتحدة تقيم «الضمانات الأمنية» التي طرحها بوتين لخفض التوترات في أوروبا بأن بعضها مفيد وأخرى غير مقبولة» وأنها تنوي التوجه بالرد عليها الأسبوع المقبل بعد التشاور مع الحلفاء الأوربيين وفي حلف الناتو.ونقلت الوكالة عن مسؤول بارز في إدارة بايدن أن واشنطن تريد رؤية وقف لإطلاق النار وصفقة جديدة لتبادل الأسرى في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد، مبيناً أن الدبلوماسيين من حلف الناتو يحاولون إدراك ما إذا كانت المقترحات الروسية تشكل أول خطوة في مفاوضات قادمة بين الطرفين أو «حزمة غير مقبولة عمداً تستهدف نسف التفاوض قبل بدئه».وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «نقترح إجراء مباحثات مع الولايات المتحدة على أساس ثنائي، لأنه في حال مشاركة دول أخرى فيها، فسنغرق كل شيء في النقاش والكلام المسهب». وأضاف ريابكوف: «آمل ألا يستهين الأميركيون بمدى تغير كل شيء - وليس نحو الأفضل. وحتى الآن، للأسف لا توجد مؤشرات تدل على استعدادهم للتخلي عن الأنماط المعتمدة لديهم».نورد ستريم
وفي تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر» تنشرها اليوم، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إن غزوا من جانب روسيا يمكن أن يدفع برلين إلى إعادة التفكير في تعاونها مع موسكو بشأن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2». المثير للجدل.