كشف السفير المصري الجديد لدى البلاد أسامة شلتوت أنه نقل دعوات رسمية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، لزيارة مصر في أي وقت مناسب لسموهما.وفي أول لقاء يعقده مع الصحافيين، بعد تقديم أوراق اعتماده، أعرب شلتوت عن سعادته وتقديره للقاء سمو ولي العهد أثناء تقديم أوراق اعتماده، مشيرا إلى أنه لمس من سموه كل التقدير لمصر وقيادتها، وقوة ومتانة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، والتي تمتد لعقود طويلة، معتبرا أن العلاقات المصرية - الكويتية التاريخية التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ هي مثال يحتذى به في العلاقات بين الدول، حيث تتطابق الرؤى، ويوجد تنسيق تام بين البلدين في مختلف القضايا التي تخص التعاون الثنائي أو التي تتعلق بالمواقف السياسية في المنطقة.
وأشار إلى مواقف الكويت ودعمها لاختيارات الشعب المصري عبر التاريخ الحديث، ومواقف مصر الداعم للكويت خلال الأحداث المختلفة، والدماء التي روت أرض البلدين دفاعا عن ترابهما في حروب الاستنزاف، ونصر أكتوبر عام 1973، والتحرير عام 1991، وخصوصية وقوة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين.
أهم الملفات
وعن أهم الملفات التي سيعمل عليها خلال فترة عمله في الكويت، قال شلتوت: «سأبني على من سبقوني، وسأبذل كل الجهود الممكنة لمزيد من توطيد وتطوير العلاقات المتميزة والتاريخية الراسخة بين البلدين على الصعد كافة، حيث سأركز على عدد من الملفات الأساسية في الفترة المقبلة، لاسيما التجارية والاستثمارية لاستغلال الطفرة الكبيرة التي تشهدها مصر، والتي باتت اليوم تعد أحد أكبر الأسواق الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط».ودعا المستثمرين الكويتيين إلى استغلال هذه الطفرة غير المسبوقة، واستثمار المزيد في السوق المصري بالقطاع الصناعي أو الزراعي أو التجاري، وكذلك في قطاعات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مؤكدا «زيادة فرص مشاركة المستثمرين المصريين في مشروعات البنية التحتية الكويتية الطموحة في إطار رؤية 2035، والتي أتوقع أن تقفز بالكويت لآفاق عالمية تستحقها».واستطرد: «سأبذل كل الجهد لتذليل أي صعاب تواجه عمل المستثمرين الكويتيين، وتفعيل دور مجلس رجال الأعمال المصري الكويتي، إضافة إلى تنسيق الرؤى والمواقف في مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في محيطها الإقليمي والدولي».اجتماعات قريبة
وكشف شلتوت عن «وجود اتصالات مستمرة بين قيادتي وأعضاء حكومتي البلدين، واتفاق على عقد لجنة المشاورات الثنائية التي يرأسها وزيرا الخارجية بالقاهرة خلال فبراير المقبل، إضافة إلى وجود عدد من مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها في مختلف المجالات، إلى جانب الترتيب لعقد اجتماع اللجنة القنصلية بين البلدين، وبحث إمكانية ترتيب لقاءات دورية لمتابعة أعمال اللجنة وسرعة تنفيذ مقرراتها».وأشاد بجهود الجالية المصرية في بناء بلدهم الثاني الكويت في مختلف الميادين، وبدورها الفاعل في توطيد العلاقات الشعبية والأخوية، والتي تعد من أهم أدوات القوى الناعمة والدبلوماسية الشعبية في التواصل والترابط بين البلدين الشقيقين، متعهدا «بالعمل على تطوير العمل القنصلي بما يتناسب مع طلبات ورغبات أبناء الجالية، بالتنسيق الكامل مع الجانب الكويتي الذي أشكره على دعمه ومساندته وتنسيقه معنا بما ساهم في حل العديد من المشكلات وإزالة العراقيل لتخفيف وطأة الجائحة على الجالية المصرية». ولفت إلى أن القنصلية المصرية بالكويت تقوم بالتطوير المستمر لعملها، حيث استحدثت خلال الأشهر الماضية نظاما إلكترونيا عن طريق موقع القنصلية على الإنترنت، وعبر تطبيق خاص بالقنصلية على الهواتف المحمولة، تتم عن طريقهما إتاحة تسجيل البيانات وحجز مواعيد مسبقة، مما يؤدي إلى تقليل الازدحام في القنصلية وتنظيم العمل بها، وكذلك الاستعلام عن المعلومات والبيانات والمستندات المطلوبة لإنهاء الأعمال القنصلية المختلفة، إضافة إلى إمكان تتبع المعاملات القنصلية والاستعلام عن موعد استلامها.جوازات السفر
وعما إذا كان ثمة حل قريب لمسألة التأخر في عملية إصدار جوازات سفر المصريين، أوضح شلتوت أن «تفشي جائحة كورونا، أسفر عن اضطراب عالمي في حركة الطيران وشحن الوثائق بشكل كبير، ما أدى إلى صعوبة إرسال الكثير من تلك الوثائق التي تتطلب درجة عالية من التأمين، إضافة إلى أن عدد المواطنين المتقدمين لتجديد جوازاتهم زاد بشكل كبير بسبب عدم قدرتهم على السفر، لكن عودة الطيران المباشر ساهم بشكل كبير في الإسراع بعملية إصدار الجوازات، خصوصا أن مصر انشأت مرکزا حديثا لإصدارها، ومازلنا نعمل بشكل كبير على تنفيذ عدة اقتراحات تساهم في تحسين تلك الخدمة بالفترة المقبلة».وعن انتقال مقر القنصلية من موقعها الحالي في منطقة السلام، أوضح أن «الاتصالات مع الجانب الكويتي أثمرت عن تخصيص قطعة أرض في منطقة مشرف لبناء قنصليتنا الجديدة، تفي بأعداد المراجعين من الجالية المصرية»، لافتا إلى أن مقر السفارة في منطقة الدعية تم هدمه، ومن المتوقع أن تطرح مناقصات لبناء مبنى جديد العام المقبل.فعاليات الـ 60
وذكر شلتوت أنه بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيس العلاقات المصرية - الكويتية، ستقام فعاليات في الكويت، بالتنسيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكذلك من خلال السفارة الكويتية في القاهرة، مشيدا بجهود السفير الكويتي في مصر محمد الذويخ.وأعلن وجود اتجاه لإبرام اتفاقيات تنفيذية بين مؤسسات التعليم العالي المصرية والكويتية، لتعزيز التعاون العلمي والبحثي بين البلدين، إضافة للمشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب، ومشاركة الكويت في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعلى الجانب الرياضي، يشارك أبناء مصر في البطولات الرياضية داخل الكويت.وحول الندوات الثقافية والفنية، دعا إلى زيارة معرض الفنانين المصريين المقيمين في الكويت تحت عنوان «رؤى مصرية للفنون التشكيلية» في قاعة العدان بضاحية عبدالله السالم، متوقعا مشاركة فرقة فنية مصرية في احتفالات الكويت بمهرجان «هلا فبراير»، وبين أن بلاده «تحرص بشكل دائم على المشاركة في كل الفعاليات الثقافية الكويتية».إيران وأمن الخليج
وفيما يتعلق بموقف بلاده من الملف النووي الإیراني، قال السفير المصري: «لا يمكن تصور استقرار في مصر من دون استقرار ورخاء في دول الخليج، ويوجد تنسيق كبير بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، ويوجد إطار تنسيقي مؤسسي متميز، وهي آلية التشاور حول مجلس التعاون مع مصر، وآخرها كان من خلال تأكيد وزير الخارجية سامح شكري في الرياض، بإعلانه أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر التي تدعم كل جهد من شأنه طمأنة اشقائنا وحماية مقدراتهم».وأردف: «كما اننا نثمن في هذه المناسبة الدور الكويتي الدبلوماسي البارز في إطار رئاستها لجامعة الدول العربية، وكذلك مؤتمر إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، حيث ينسق الوفدان المصري والكويتي بشكل دوري المواقف لنزع فتيل الأزمة، والتوصل لحل سلمي في إطار الشرعية الدولية وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».سد النهضة
وفي ملفٍ آخر، اعتبر شلتوت أن «قضية سد النهضة تمثل تهديدا وجوديا لمصر، ولا تعد مجرد نزاع مائي بين دولتين، وإنما قضية تهدد السلم والأمن في المنطقة، نظرا لأن الوضع المائي بالغ الحساسية لمصر التي تعتبر الدولة الأفقر مائيا على الإطلاق بين كل دول العالم».وبينما دعا أشقاء مصر وشركاءها الإقليميين والدوليين إلى ممارسة جهودهم لحض إثيوبيا على التخلي عن تعنتها والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل قبل أي استئناف للملء، قال: «لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أثمن موقف الشقيقة الكويت السياسي والشعبي، على الدعم غير المشروط والتاريخي والمعهود لمصر في هذا الملف».