شبهات عسكرية في 4 مواقع إيرانية نووية سرية
مسؤولون أميركيون سابقون يدعون بايدن للجوء إلى تحركات لتخويف طهران بعد فشل «فيينا 7»
بالتزامن مع توقف المفاوضات النووية في فيينا دون أي اختراق ملحوظ، تحدثت «واشنطن بوست» عن وجود شبهات عسكرية في 4 مواقع إيرانية نووية سرية، في خطوة قد تؤدي، إذا تبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق فيها، إلى ضغوط كبيرة على طهران قد تعيد ملفها إلى مجلس الأمن.
بعد نحو 11 يوما من كشف «الجريدة» استعداد رئيس «الموساد» الإسرائيلي ديدي بارنيع لتقديم معلومات إلى البيت الأبيض، تتضمن وثائق وصورا جديدة حول موقعين سريين إضافيين تقول تل أبيب إن طهران تستخدمهما لتخصيب اليورانيوم فوق نسبة 20 في المئة، كشف الكاتب الصحافي، المتخصص في الشأن الخارجي، ديفيد اغناتيوس، نقلا عن مصادر، أن إيران تملك 4 مواقع نووية لم تعلنها سابقا، يحتوي بعضها على مواد انشطارية وجزيئات من مادة اليورانيوم، متحدثا عن شبهات عسكرية في هذه المواقع.وقال اغناتيوس، في تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، إن ثلاثة من أصل المواقع الأربعة المكتشفة، تتضمن جزيئات يورانيوم، لم تعلن إيران أنها منشآت نووية، وهي: «تركوز آباد» و«فارامين» و«ماريفان»، في حين يحتوي الموقع الرابع، الذي لم يحدد اسمه، على مواد انشطارية وأنشطة أخرى، دون أن يكشف طبيعة عمل هذه المصادر أو أسماءها أو أي تفاصيل مرتبطة بها.ودعا إدارة بايدن الى الطلب من مجلس محافظي إدارة الوكالة الدولية التحقيق في «الأبعاد العسكرية المحتملة» لتلك النشاطات من قبل إيران، لافتا إلى أن ذلك سيتطلب من الوكالة الدولية، التي تعد طرفا في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، «التركيز على البرنامج النووي السري لطهران».
واعتبر أن «عجز» الولايات المتحدة، في ظل إدارة بايدن، عن ردع إيران يعد «أمرا مقلقا»، إلا أنه توقع أن يسهم التهديد بالإدانة العالمية وفرض العقوبات الدولية تحت البند السابع، الذي يخول استخدام القوة، في ردع طهران، واقترح اعتماد ما اسماه «الخطة ب الدبلوماسية» التي تتمحور حول العمل لإدانة طهران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يمكنه رفع الملف الى مجلس الأمن الدولي، مذكرا بأن الاتفاق الأخير بين طهران و«الوكالة الذرية» حول تركيب الكاميرات في منشأة كرج جاء بعد تلويح واشنطن بالدعوة الى اجتماع لمحافظي الوكالة.
استعجال وانزعاج
جاء ذلك، في حين وصف مسؤول أميركي رفيع المستوى الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا، التي توقفت الخميس الماضي، بأنها كانت «أفضل مما كان يمكن أن تكون، وأسوأ مما كان ينبغي أن تكون».وشدد المسؤول على وجوب «حصول تسريع كبير» لوتيرة المفاوضات، مؤكداً أن المفاوضين الأميركيين مستعدون للعودة إلى فيينا قبل حلول العام الجديد، «وإذا استغرق الأمر كل هذا الوقت الطويل للاتفاق على جدول أعمال مشترك، فتخيلوا كم من الوقت سيستغرق حل القضايا المدرجة على جدول الأعمال».في موازاة ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قوله إن الولايات المتحدة تعتقد أن الوقت اللازم لإيران كي تصنع سلاحا نوويا أصبح الآن «قصيرا فعلا»، وبصورة مثيرة للانزعاج. ولم يحدد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بشكل دقيق هذه المدة، التي تم تقديرها بأنها مسألة شهور، فيما قال إن «الوقت قصير فعلا. قصير بشكل غير مقبول».في هذا السياق، حض مسؤولون أميركيون سابقون، بينهم وزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ليون بانيتا، والجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، إدارة بايدن، على إطلاق مناورات عسكرية كبرى أو تحركات أخرى لإخافة إيران. وقال هؤلاء المسؤولون السابقون، في بيان مشترك، «من دون إقناع إيران بأنها ستعاني من عواقب وخيمة إذا استمرت بمسارها الحالي، ستكون الآمال بنجاح الدبلوماسية ضئيلة»، مبدين في الوقت نفسه دعمهم لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الإيراني.وكان دبلوماسيون فرنسيون وألمان وبريطانيون تحدثوا أمس الأول، عن «تقدم تقني طفيف» في المفاوضات، إلا أنهم شددوا، في الوقت نفسه، على ضرورة استئنافها في أسرع وقت تجنبا لفشلها، كما تحدثت موسكو عن تقدم كاف للذهاب الى جولة ثامنة من المفاوضات.تبرير وتخوف
في المقابل، ردت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس، على تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، حول اختفاء تسجيل إحدى الكاميرات في موقع كرج لتصنيع مكونات من أجهزة الطرد المركزي.وذكر مسؤول مطلع في المنظمة الإيرانية أن «وحدة تخزين البيانات التي ذكرها المدير العام للوكالة دمرت في العملية التخريبية، ومن واجب الوكالة أن ترد لماذا لا تستخدم كل طاقاتها لمنع وقوع مثل هذه العمليات التخريبية».وغداة اختتام اللجنة المشتركة لأعضاء الاتفاق النووي، الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، مع الاتفاق على استئناف المفاوضات «قريبا»، حذر مسؤول أمني ايراني مطلع مما وصفه بأنه «النجاح النسبي لمسار محادثات فيينا»، ربما يدفع إسرائيل للقيام بـ»أعمال شريرة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية لزيادة الضغط على طهران من أجل تقديم تنازلات».متابعة سعودية
في السياق، أوضح السفير السعودي لدى فيينا عبدالله بن سلطان أن المملكة تتابع عن كثب محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وما توصلت إليه الاجتماعات.وأضاف بن سلطان، عبر «تويتر»، أن الأطراف المعنية أكدت حرصها على مواجهة التصعيد الإيراني لإيجاد الحلول الشاملة، داعيا إيران إلى الكف عن المماطلة.