بعد أسبوع من الحوارات السياسية «غير المنتجة»، حول أزمة نتائج الانتخابات التي جرت في أكتوبر الماضي، قالت مصادر سياسية عراقية إن مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات قد تتأجل إلى العام الجديد، بعد تعذر التوصل الى توافقات سياسية حول «الكتلة الأكبر» التي ستتألف منها الحكومة، لأنه في حال صادقت المحكمة على النتائج فلابد من تشكيل الحكومة وفق السقف الزمني الذي حدده الدستور، وسيكون ذلك شبه مستحيل وسط حالة الانقسام الحالية.رغم ذلك، قال كاطع الركابي، القيادي في «ائتلاف دولة القانون»، الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، أمس، إن قيادة «الإطار التنسيقي» الذي يضم القوى السياسية الشيعية باستثناء التيار الصدري، لا تزال تتحرك لتشكيل تحالف والاتفاق على صيغة اختيار المرشحين للرئاسات الثلاث.
وبعد أيام من اللقاء الذي جمع بين «لجنة الإطار التنسيقي» وتحالف «عزم» السني، قال الركابي إن «الإطار» يستعد للقاء قوى أخرى بينها كتلة «تقدم» السنية والأحزاب الكردية وقيادة التيار الصدري لكنه لم يحدد أي مواعيد.وأفادت تقارير محلية عراقية بأن «الإطار» يستعد لتسمية مبعوث الى الحنانة، مقر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، لإيصال رسالة بخصوص «تشكيل الحكومة وفق السياق التوافقي بعد توحيد البيت الشيعي»، مضيفة أن «الإطار يسعى لاستمالة النواب المستقلين إلى صفه من خلال إغراءات بالمناصب والدرجات الخاصة».على مستوى آخر، زار وفد عراقي أمني رفيع، برئاسة نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبدالأمير الشمري، ومستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي، ومعاون رئيس أركان الجيش للعمليات، قاعدة «عين الأسد» الجوية في صحراء الانبار (غرب) أمس.وقال مصدر أمني إن «الزيارة تهدف الى ملاحظة انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي، وكذلك الاطلاع على نقاط الدعم اللوجستي الخاصة بتسليم المعدات والأسلحة لدعم قوات الأمن العراقي».وكان الشمري تحدث قبل أيام عن انسحاب قوات المارينز والقوات الخاصة الأميركية وصواريخ باترويت من قاعدة عين الأسد وقاعدة حرير في الشمال.وأمس قال الشمري لموقع «روسيا اليوم» إن العراق قام بتحصين 80 في المئة من الحدود مع سورية. أمنيا، أعلنت خلية الإعلام الأمني أمس القبض على أحد عناصر عصابات داعش الإرهابية وهو يحاول الدخول الى منفذ ميناء أم قصر الجنوبي.إلى ذلك، لا تزال الساحة العراقية على مستوى شعبي وسياسي تتفاعل مع أزمة السيول والفيضانات التي ضربت أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، خلال الأيام الماضية، والتي قالت مصادر رسمية في إقليم كردستان انها اودت يحياة 12 شخصاً على الاقل.وبينما انعكس رد الفعل السياسي أو الرسمي بالتعازي التي تقدم بها سياسيون ومسؤولون عراقيون أعربوا عن استعدادهم للمساعدة وآخرها كان إعلان أمين بغداد علاء معن استعداد بغداد لتقديم الدعم اللازم لأربيل، برزت ردود فعل سلبية من قبل جمهور محسوب على القوى الشيعية المتحالفة مع طهران، والتي استغلت الكارثة لمهاجمة «نموذج كردستان»، معتبرة أن الترويح لهذا النموذج على أنه ناجح ليست صحيحة.جاء ذلك، بعد تقرير من وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية؛ أشارت فيه الى ان المشهد في قرية لهيبان الشمالية الشهر الماضي، شكل مثالا نادرا على التعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، حيث كانت قواتهما تعزز موقعا عسكريا مشتركا يستهدف الدفاع عن القرية من هجمات «داعش»، معتبرة أنه على الرغم من النزاع الطويل المدى على الأراضي بين حكومتي بغداد واربيل، فإن الطرفين يتخذان خطوات للعمل معا لمنع تنظيم داعش من إحياء نفسه.
دوليات
العراق: ترحيل أزمة الانتخابات إلى العام الجديد
19-12-2021