شجرة تجرحنا
أول العمود:لماذا لا تتكفل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بتكريم سنوي للكويتيين الحاصلين على جوائز دولية أو إقليمية رسمية أو مراكز علمية أو فوز في منافسات معترف بها دولياً، بدلاً من قراءة أخبارهم في الصحف ونسيان جهودهم في اليوم التالي؟***
وفقاً لمركز أبحاث (بيو) الأميركي فقد كان في الكويت ٤٠٠ ألف مسيحي بين مواطنين ومقيمين أجانب عام ٢٠١٠، ووفقاً لإحصائية هيئة المعلومات المدنية فقد زاد هذا العدد في عام ٢٠١٨ إلى الضعف وزيادة: ٨٣٢.٤٧٥ ألف نسمة، وربما فاقوا المليون اليوم. أذكر هذه الإحصائية لتسمية الأمور بمسمياتها بشأن السلوك المتكرر سنوياً ضد غير المسلمين في الكويت في أعيادهم أو جواز تهنئتهم بها، وآخرها كان بإزالة شجرة أعياد الميلاد المسيحية من المجمعات التجارية.مثل هذه الأمور لا تحدث إلا في الكويت وأفغانستان ربما، وهو شيء خارج عن اللباقة وحسن التعامل مع الجاليات عموماً، وهو ليس كما يصور البعض بأنه معاد ومخالف للشريعة الإسلامية، فهذه أعياد إخواننا المسيحيين يحتفلون بها منذ أكثر من ألفي عام، وهم بحسب القانون مقيمون بيننا وفي حماية السلطات المعنية تحفظ لهم حقوقهم، وبحسب التقاليد والعرف هم في ضيافتنا وكرمنا معهم وحسن معاملتهم، لذلك وبعيداً عن تنميق الكلام: ما يحدث عيب ومشين بحقنا جميعاً وليس فقط بحق من حرض ضد وجود شجرة في مجمع تجاري هنا وهناك! نحن لا نعلم الجهة التي أمرت أو ضغطت ضد الشجرة، فدائماً هم مستترون ويطلق عليهم اسم "مجموعة من المواطنين"، وليس هذا المهم، لكن المشكلة في قرارات الاستجابة الرسمية لهذه الأصوات.ما المصائب التي يمكن تأتي بها إزالة شجرة جميلة مضاءة في مجمع تجاري وتجرح مشاعر أكثر من ٨٠٠ ألف مسيحي وتثير استغرابهم من إزالتها، في مقابل تمتع المسلمين بحقوق عديدة في ممارسة شعائرهم في البلدان المسيحية. لم يكن الوضع في بلدنا قبل عقود من الزمن كما هو الآن من التشنج وضيق البال، فلماذا لا يخرج عالم دين منصف وشجاع ويتحدث بكل وضوح عن أن ما يحدث لا يجوز، أو أنه تشنج وتطرف، أو أن الشجرة ليس فيها ما يخدش العادات والتقاليد وحتى الدين! متى يظهر هذا العالم الشجاع حتى تحتمي الجهات الرسمية بظله؟